الإنسـان بيـن النعــم والنقــم

الإنسـان بيـن النعــم والنقــم
الإنسـان بيـن النعــم والنقــم
أ.د. أحمد مليجي

النص المعجز:  قال تعالى «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ»  [سورة الأعراف:58] يتقلب الإنسان في نعم الله ليل نهار، ولا يعرف حقّها لدوامها وكثرتها. والنعم لا تعرف إلا بفقدانها، فالحلو لا تُعرف قيمته إلا لمن ذاق المر، والنهار لا تعرف قيمته إلا إذا جن الليل، وبالضد تتميز الأشياء، وإذا أردت أن تعرف مقدار النعمة، فانظر إلى ما يقابلها من سلب هذه النعمة.  ولعل من الأهمية بمكان، أن نتوقف مأجورين –بإذن الله-عند الآية الثامنة والخمسين من سورة الأعراف، قال تعالى «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ» [سورة الأعراف:58]، لنتفكر في كيفية تحول نعمة الله على الإنسان.  تشير الآية الكريمة إلى أن البلد الطيب يرزقه الله عز وجل الخيرات والبركات بإذن الله، وذلك لأن أهل هذا البلد مؤمنون بالله، ولذلك كان حقا على الله عز وجل أن يفتح عليهم البركات من السماء والأرض، فنجد أن النباتات التي كانت تخرج طيبة سليمة -بإذن الله -في وسط بيئي طيب ومناسب دون أن يتدخل الانسان كما قال تعالى "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ" ولكن عندما يتدخل الانسان ويفسد في الارض نجد ان نعمة الوسط الطيب تتحول فيه النباتات الطيبة إلى نباتات نكده، تخرج في وسط خبيث، وفي بلد خبيث، من صنع الإنسان، لذا جاءت بقية الآية  "والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا" ولم يقل  "بِإِذْنِ رَبِّهِ" كما في البلد الطيب لأن الفساد يتأتي من صنع الانسان.