تحدث كثير من العلماء عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في عبادته ومعاملاته وتصرفاته ، ولم يتحدث إلا القليل عن هديه مع الآيات الكونية والظواهر التي تحدث في الكون ، وسوف نتحدث عن هديه صلى الله عليه وسلم مع آية كسوف وخسوف الشمس. هاتان الآيتان اللتان تدلان على قدرة الله العظيم، وقد كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن النجوم لها تأثير في الأحداث، وأن ما يحدث من تغير في هذه الأحداث بسبب مولد عظيم أو موته أو غير ذلك من المعتقدات الخاطئة فجاءت السنة لتنفي كل ذلك. وهذا ما بينه صلى الله عليه وسلم بقوله : "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله –تعالى- يخوِّف بهما عباده"(). وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر توجه لله -عز وجل- بأصناف العبادات كالصلاة والدعاء والإكثار من ذكر الله والصدقات، وكان يهتم بما يحدث من الظواهر الكونية التي تقع بقدرة الله، ويحث الناس على الحذر منها ويدعو الله أن يسلموا من شرِّها ويسألوه من خيرها، عن عائشة رضي الله عنها قالت: : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عُرف ذلك في وجهه، وأقبـل وأدبر، فإذا مطرت سُرَّ به وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته فقال: "إنِّي خشيت أن يكون عذابًا سُلِّط على أمّتي"()، وكذلك ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها –أيضًا- قالت:" كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريـح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أُرسلت به وأعـوذ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسلت به"، ومن ذلك أيضًا هديه صلى الله عليه وسلم حين ظهرت علامة الكسوف. وفي صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت": خَسفَتِ الشمسُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى رسولُ الله بالناس، فقام فأطال القيام، ثمَّ ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثمَّ فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف، وقد انجلتِ الشمسُ ، فخطبَ الناسَ، فحمد اللهَ وأثنى عليه ثم قال: "إنّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آياتِ الله، لا ينخسفان لموت أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فادعوا اللهَ وكبِّروا وصلُّوا وتصدقوا"().