الخسف بالانسان والبنيان

الخسف بالانسان والبنيان
الخسف بالانسان والبنيان
أ.د. يحيى حسن وزيري

ورد فعل "الخسف" فى عدة مواضع بالسور القرآنية، كأحد أنواع الاهلاك والتغييب الكامل للانسان أو البنيان فى عمق الأرض، ومنها قول الله تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) (القصص: 81)، حيث وقع الخسف على قارون وكذلك داره عقوبة له،  والمعنى المقصود هنا بالخسف، أى غار واختفى هو وداره فى داخل الأرض.  ان ظاهرة حدوث خسف فى الأرض أصبحت من الظواهر المرئية والمشاهدة فى العصر الحديث، وهى وان كانت تتم بقدرة الله سبحانه وتعالى، ولكن الله جعل لمكانها وزمن حدوثها أسبابا محددة، حيث يوجد بصفة عامة سببان رئيسان لحدوث هذه الظاهرة 1- فى حالة انهيار سقف أحد الكهوف أو التجاويف تحت الأرضية. 2- عندما يقوم الماء بعملية اذابة للصخور (كالحجر الجيرى مثلا) تحت التربة فيحدث انهيار أرضى وتغييب وخسف للأرض.   ويتراوح الخسف الأرضى من 1 الى 600 مترا قطرا وعمقا أيضا، وقد يحدث بشكل تدريجى أو مفاجئ، ويتواجد فى كل أنحاء العالم.   وهذا الخسف الأرضى يكون له أضرار تتراوح مابين البسيطة اذا كان صغير المساحة والعمق، الى الأضرار المتوسطة والكبيرة اذا كان متسع المساحة كثير العمق، لدرجة أنه يؤدى الى تدمير جزئى للطرق، أو تغييب للمبانى جزئيا أو كليا.   مما سبق يتضح أن مساحات الأرض الذى يمكن أن يحدث بها خسف، تتراوح من القليلة جدا الى الشاسعة المساحة، وينطبق ذلك أيضا على العمق والتغييب فى الأرض، بحيث يصدق الوصف القرآنى على ما حدث من خسف لقارون وداره، حيث أن عقاب المولى سبحانه وتعالى قد نزل بالمساحة التى يشغلها دار قارون فقط دون المساحات الأخرى من حوله، وذلك عدلا وعقابا له وعظة لكل من رأى ذلك من قومه.