يربى الاسلام معتنقيه على ضروره الانفاق والبذل الدائم وذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ويعلمهم كذلك السمو فى السلوك .... ينفق المسلم بنفس رفيعة لا تتبع ما أنفقت بأية صورة من صور المن أو الاذى سواء أكان ذلك بالقول أم بالفعل .. ويربى الاسلام معتنقيه على فضيلة الانفاق، لأن المال فى الأساس هو ملك لله سبحانه وتعالى . يدلنا على ذلك قوله تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ، ويقول سبحانه وتعالى (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ). يقول الامام القرطبي في تفسير هذه الآية ان قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أي أي شيء يمنعكم من الانفاق فى سبيل الله وفيما يقربكم من ربكم وأنتم تموتون وتخلفون اموالكم وهى صائرة الى الله تعالى: فمعنى الكلام التوبيخ على عدم الانفاق. "ولله ميراث السموات والأرض" أى أنهما راجعتان اليه بانقراض من فيهما كرجوع الميراث الى المستحق له.