الصرح السليمانى

الخداع البصرى فى الصرح السليمانى
الخداع البصرى فى الصرح السليمانى
أ.د. يحيى حسن وزيري

  يقول الله سبحانه وتعالى: (قِیلَ لَهَا ٱدۡخُلِی ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّة وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَیۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡح مُّمَرَّد مِّن قَوَارِیرَۗ ) (النمل/44).   تشير الآية الكريمة الى حدوث نوع من الخداع البصرى لملكة سبأ عندما دعيت لدخول الصرح الذى أقامه سيدنا سليمان، ليريها ملكا أعظم من ملكها، حيث رأت وحسبت أن القوارير (زجاج ذو صنعة خاصة)  لجة أى ماء عميق.    والخداع البصرى هو ذلك الفعل الذي يجعل الأشياء أو الأشكال أو الألوان ترى أو تدرك بطريقة كاذبة ومغايرة لماهيتها الأصلية وبخلاف حالتها الطبيعية باستخدام أسس وقواعد رياضية، وسمى الفن البصري بهذا الاسم لاعتماده على الخصائص البصريه الخاصه بالعين.   ان ابتكار فكرة الأرضيات (وكذلك الحوائط) التفاعلية والتى تعطى تأثيرات مختلفة، منها تأثيرات تتطابق تماما مع شكل الماء العميق (اللجة) وحركته، يعتبر نقلة علمية وتقنية حديثة، حيث توصلت البشرية حاليا الى امكانية ابتكار أرضيات عندما تراها أو تسير عليها تعتقد أنها ماء تماما، وربما فى بعض الأحيان ترى الأسماك تتحرك من تحت تلك الأرضيات.     لقد أكدت المستشرقة والمعمارية الفرنسية الدكتورة ”فاليرى جونزالز“Valerie Gonzalez ، فى كتابها المنشور تحت عنوان: "الجمال والاسلام" Beauty and Islam، بعد دراستها للآية رقم (44) من سورة النمل، بأن تلك الآية الكريمة تشير الى المبدأ العلمى المعروف الآن باسم الخداع البصرى.        ان علم الخداع البصرى والذى أصبح معروفا فى العصر الحديث، والذى يتمثل فى رؤية المواد على غير حقيقتها، يعتبر شاهدا على السبق العلمي والهندسي الذى أنبأت به احدى الآيات القرآنية الكريمة من سورة النمل، وتحديدا فى قوله تعالى: (فلما رأته حسبته لجة)، والحمد لله على نعمة الاسلام.