جاذبية الأرض

جاذبية الأرض
جاذبية الأرض
أ.د. أحمد مليجي

النص المعجز:  قال تعالى : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً)     [سورة النمل:61] وقال تعالى : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً) [ سورة غافر: 64].يبرز الله سبحانه تعالى في هاتينِ الآيتينِ السابقتين طرفا من الآلاء والنعم التي قد أرفدها علينا ونعمنا بها، ومن بينها نعمة الجاذبية الأرضية، التي من شأنها أن تقر الأشياء على الأرض، فمقدار جاذبيه الارض الذي يمسك بكل من غلافها المائي والغازي وبالاحياء علي سطحها. كما إن إنعدامَ الوزنِ حالةٌ لا تُطَاقُ على الأرض التي تدورُ حول نفسها وحول الشمس وهي مستقرّةٌ، ولذا جَعَلَ الله عز وجل الأشياءَ تستقرُّ عليها، وتنجذبُ إليها، لكي تستمر الحياة عليها. ويرجع اكتشاف قانون التجاذب الكوني  أو مايعرف بقانون الجاذبية  إلى عالم الفيزياء الإنجليزي إسحاق نيوتن، عام 1687م،  والذي ينص على أنه "توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون، تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيًا مع مربع المسافة بين مركزيهما"  أي أن جميع الأجسام والأجرام في هذا الكون تجذب بعضها البعض، بقوة يتوقف مقدارها على كمية الكتلتين المتجاذبتين، وعلى بعد المسافة بينهما وتزداد القوة ، أي تتناسب طرديا مع مقدار حاصل ضرب الكتلتين، وتتناسب عكسيا مع مربع المسافة بينهما. والكائنات كلها تتجاذب وإن لم نر نحن القوة الرابطة بين المتجاذبين، إلا أننا تعرفنا عليها من نتيجة أثر الجسم الكبير في الصغير، فالشمس تجذب منظومتها كلها، والأرض كذلك تجذب كل من عليها بما في ذلك القمر، والغلاف الجوي خاضع لقانون الجاذبية ولولا الجاذبية لفرّ ولتلاشت الأحياء. فقانون الجاذبية يشمل الكون بأسره، ويعمل بخفاء ولطف لتعود منافعه على الخلائق كلها، فسبحان الذي بحكمته رتب قوانين الحياة على هذا النسق، ويسرها كلها للإنسان وسجلها آيات معجزة في قرآنه ببيان واضح قبل أن يكتشفها العلماء، ليظل الإنسان شاكرا ومعترفا بفضل ذي الجلال والكرام.