نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ

نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
أ.د. حنفي محمود مدبولي

الآية موضع الإعجاز: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) سورة البقرةالمعانى اللغوية وأقوال المفسرين:  أصل الحرث شقٌّ السطح الملتئم وإثارته، ومنه شق الأرض بالمحراث وتقَلْيب تربتها وتجهيزها لإلقاء البذور فيها ، والحرث: أيضا الزرع. قال ابن جرير الطبرى: وقوله: (نساؤكم حرث لكم) قال ابن عباس: الحرث موضع الولد (فأتوا حرثكم أنى شئتم) أي: كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد (يعنى الفرج). وروى البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله: كانتِ يَهودُ تقولُ من أتى امرأتَهُ في قُبلِها من دبرِها كانَ الولدُ أحوَلَ فأنزلَ اللَّهُ سبحانَهُ "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أنَّى شِئْتُمْ". وقال القرطبي، والفخر الرازي والطاهر بن عاشور: (لفظة الحرث فيها تشبيه بليغ ؛ لأن النساء مزدرع الذرية، فشبه الله رحم المرأة كالأرض، والنطفة كالبذر، والولد كالنبات). وشبهت المرأة بالأرض لأن كليهما يمد الوجود الإنسانى بأسباب بقائه. ومن الناحية البلاغية كلمة (حرث) جاءت مصدر وذلك للمبالغة في فعل الحرث ، ولفت النظر لأهميته.