من الأسس الرئيسية التي يقوم عليها المنهج الإسلامي مراعاة الواقع الحقيقي للناس فضلاً عن الاعتناء بالظروف الخاصة بكل فئات المجتمع.
ففي واقع الحياة قد توجد فئة تأنف السؤال وتأبي الكلام لتعبر عن حاجتها وعوزها، ينبهنا إلى هذه الحقيقة الإنسانية
قوله تعالى:
(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)
[البقرة: 273].
إن النص وإن كان قد نزل في فئة معينة إلا أن علماء التفسير على أن النص عام ينطبق على من سواهم في جميع الأزمان.
يقول الإمام القرطبي في تفسيره: المراد بهؤلاء الفقراء المهاجرين من قريش وغيرهم، ثم تتناول الآية كل من دخل تحت صفة الفقراء غابر الدهر. وإنما خص فقراء المهاجرين بالذكر لأنه لم يكن هناك سواهم وهم أهل الصفة وكانوا نحوا من أربعمائة رجل وذلك أنهم كانوا يُقدمون فقراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لهم أهل ولا مال فبنيت لهم صفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لهم: أهل الصفة. قال أبو ذر: كنت من أهل الصفة وكنا إذا أمسينا حضرنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر كل رجل فينصرف برجل ويبقى من بقى من أهل الصفة عشرة أو أقل فيؤتى النبي صلى الله عليه وسلم: (ناموا في المسجد).
المؤلفون | أ.د السيد عطية عبد الواحد |
التصنيف | العلوم الإنسانية والاجتماعية |
الوسوم | الإنفاق في الإسلام ينبغي أن يصل لأناس لا يسألون |
عدد المشاهدات | 329 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
الإنفاق في الإسلام ينبغي أن يصل لأناس لا يسألون.