الغرض من الومضة / بيان ما جاء في قوله تعالي"لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " سورة يس أية 40
الإفادة: -
التفسير العلمي والدلالة النصية
الشمس والقمر والنجوم يدوران في مدارات وأفلاك لايمكن أن تتقاطع مع بعضهما البعض ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يأخذ كلاً من الأخر ماليس في فلكه حيث جعل الله السباحة أيضاً للنجوم كما جاء في قوله "والسماء ذات الحبك" والظاهر من السياق أن السابح والدائر والمتحرك هو الشمس والقمر
، وهذا التعاقب لما له من منافع كبيرة وثقها العلم الحديث والحساب الفلكي من معرفة عدد السنين والحساب حيث السنة القمرية وأشهرها اثنتي عشرة مرة في الدورة السنوية ناشئة عن اجتماع الشمس والقمر ومحاذاته لها محقق ومشاهد بالعيان ومظاهره وأشكاله في أول كل شهر قمري وآخره.
الإعجاز في ذلك: -
جاء في الأية أن الله خلق الشمس متحركة علي محورها بقوة أودعها الله فيها وسخرها تسخيراً كلياً وجعلها متحركة مع نظامها لمستقر لها لاتتعداه مهما كان وإذا حدث كان وقت تكورها وفناء الكون ، والسباحة لهذه الأجرام يقصدبها الحركة العرضية وقيل هي نهاية لجميع الحركات وعلي أي حال الكون لا يمكن أن يكون مستقرا بأي حال من الأحوال إلا إذا كان كل جرم من أجرامه في حالة حركة مستمرة ولو حدث أن توقف أي جرم عن الحركة لأنجذب فورا إلى أقرب الأجرام إليه بسبب قوة الجاذبية التي أودعها الله مادة الكون.
وحركة الشمس والقمر معلوم عنها اختلاف المطالع وهي من الأمور المشاهدة وقد وافق الشرع العقل في ذلك وهما متفقان علي الدوام ولايختلفان لا في مقدار ولا مدار وهنا جمع القرآن الكريم النيرين لما لهما من مشاهدات بُني عليها منافع وصالح افعال العباد حيث لايمكن بأي حال من الأحوال أن تسبق آية الليل النهار ولايختلف مخارج هذه الأجرام فكانت الأيات دالة علي أن هناك دقة كبيرة وعظيمة في حركة الأجرام السماوية فكان الكون في أسمي درجات الدقة....... والله أعلم
المؤلفون | د./ أحمد محمد عبد البر |
التصنيف | علم الفلك والفضاء |
الوسوم | السباحة في الأفلاك والمدارات |
عدد المشاهدات | 972 |
عدد المشاركات | 2 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
بيان ما جاء في قوله تعالي "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات ...." الرد علي شبهات حركة الارض وتسطيحها