جاء عظيم وصف الله سبحانه وتعالى للسماء بصفة سبقت الاكتشاف العلمي، بأنها ذات الرجع. فقديما اعتقد بعض المفسرون بأن الرجع هو المطر. ومع تطوير العلم واكتشاف دورة المياه. حيث تتبخر، فتتكثف مكونة السحاب، من بعضها أنواع تلك السحب يمطر، ليعود الماء مرة أخرى للأرض، وتتكرر تلك الدورة إلى ما شاء الله.
وبذلك فقد سبق القرآن ذكر تلك الحقيقة العلمية. إلا أن النص القرآني أبلغ من ذلك بكثير، حيث أن السماء في لغة القرآن تعني كل ما يعلو السحاب والرياح، لتعني الكون بأسره.
قال تعالى:
﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾
(البقرة-164)
. وقد تبين جليا لدى العلماء أن ما من موضع في هذا الكون إلا وبه مادة سحابية، وهي بقايا نجوم ميتة قد انفجرت في الماضي (سديم). أو رياح إما نجمية أو مجرية، يطلق عليهم بشكل عام غازات وغبار كوني (دخان).
فعبر مليارات السنين يتكون من تلك السحب الدخانية نجوم وكواكب جديدة وليدة. تلك النجوم تقذف برياحها النجمية في أرجاء الكون مرة أخرى. وتظل هكذا حتى تموت. فبقاياها ومخلفاتها ترجع وتعود إلى دخان مرة أخرى متناثرة في الكون. وهكذا يظل الكون بأسره له صفة جلية سبق القرآن ذكرها
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
(الطارق - 11).
فسبحانك الخالق العظيم.
المؤلفون | د./ أحمد محمد عبد البر |
التصنيف | علم الفلك والفضاء |
الوسوم | والسماء ذات الرجع |
عدد المشاهدات | 638 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
تشير الآية القرآنية الكريمة (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) [الطارق:11] إلى أن أهم صفة للسماء المحيطة بالأرض هي أنها ذات رجع،،
أن أهم صفة للسماء المحيطة بالأرض هي أنها ذات رجع وقد فهم القدامى أنها تشير إلى المطر فحسب، وجاء العلم الحديث ليعمق معنى الإرجاع في وصف الجو ليشمل مظاهر عديدة لم يكن يعلمها بشر من قبل، وكلمة الرجع تأتي بمعنى الإرجاع أو الإعادة إلى ما كان منه البدء، فمعناها رد الشيء وإرجاعه في اتجاه مصدره مثل صدى الصوت، والسماء هنا تعني جو الأرض، والتعبير يفيد وجود غلاف يحيط بها يرد إليها كل نافع ويرد عنها كل ضار.