لقد أوضحت آيات القرآن الكريم فى سور عديدة الإجابة على هذا السؤال، حيث اشارت الآيات بأن الإنسان خلق من الأرض، و الأرض هى المكان المثالى الذى هيئه الله تعالى للإنسان لكى يعيش فيه، و سوف يعود الى الأرض عند موته، ولسوف يبعث من الأرض يوم القيامة .
كما خلق الله تعالى جسم الإنسان و هيئه للعيش على الأرض و ليس على اى كوكب آخر.وقال تعالى:
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ
(سورة طه:25) قال تعالى:
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ
( فاطر- 39) .
و قال تعالى:
هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ
(هود – 61)
سوف نستعرض الحقائق العلمية التى توصل اليها علماء الفضاء عند ملاحظتهم صحة رواد الفضاء عند سفرهم فى مركبات الفضاء و عند إقامتهم فى محطات الفضاء الدولية وايضا عند عودتهم الى الأرض مرة اخرى.وجد العلماء إن وظائف الأعضاء البشرية مهيأة للحياة على الأرض ، ولاحظ العلماء عدة آثار سلبية على حياة الإنسان عند سفره و إقامته فى الفضاء الخارجى منها: تدهور الهيكل العظمي ، والإصابة الشديدة بهشاشة العظام ، تفقد العظام 1.5% من حجمها تدريجيا مما يسبب تآكل العظام ، تباطؤ وظائف القلب والأوعية الدموية مما يهدد حياة رائد الفضاء حيث يؤثر انعدام الجاذبية على وصول الدم الى القدمين و تصبح اقدام رواد الفضاء شبيهة بأرجل الدجاجة اى رفيعة جدا و لذلك يقومون بممارسة الرياضة على الأجهزة الرياضية المتواجدة لتجنب ذلك .انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء نتيجة انعدام الجاذبية مما يؤثر على التنفس و يهدد حياة رائد الفضاء ، اضطرابات التوازن و السمع و البصر و يحدث تداخل بين حاسة السمع و البصر مما يصيب الإنسان بالتشويش , فقدان الحس العميق و الإصابة بالإكتئاب ، التغيرات في توزيع السوائل .
نقص الأكسيجين و هو أكبر تهديد لحياة الأنسان فى الفضاء حيث يلزم وجود20% من الأكسجين في الهواء الذى نتنفسه، وعند مستوى أقل من ذلك، يصبح رائد الفضاء معرضاً للخطر حيث يسبب نقص الأكسيجين و فراغ الفضاء فى الصداع و فقدان الوعى و الموت بعد مدة تتراوح من عدة ثوان الى دقيقتين ، حيث يصل الدم غير المؤكسج إلى الدماغ مما يؤدى الى الأعراض السابقة . كما يغلي الدم وسوائل الجسم الأخرى عند انخفاض ضغطها .
إن كل الظواهر السابقة قد لخصها الله سبحانه و تعالى فى آيات عديدة من السور السابق ذكرها و فى سورة الحجر:
(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ.. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ )
( 14،15- سورة الحجر )
و قد اشارت الآيات بأن الأرض هى مكان خلق الإنسان و مكان معيشته و مكان موته و ليس الفضاء . هذه التأثيرات السلبية على حياة الإنسان خارج كوكب الأرض ، لم يعرفها العلماء إلا منذ ثمانون عاما فقط بعد أول رحلة للإنسان الى الفضاء الخارجى سنة 1961 و بعد الرحلات المتتالية الى الفضاء حتى يومنا هذا، بينما ذكرها الخالق عز و جل منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان فى كتابه الكريم. فسبحان الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى، و صل الله و سلم على نبينا الكريم و على آله و صحبه و سلم.رائد الفضاء معلقا فى الفضاء بين السماء و الأرض
رائد الفضاء معلقا خارج مركبة الفضاء
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | علوم الحياة |
الوسوم | علوم الأرض |
عدد المشاهدات | 2724 |
عدد المشاركات | 3 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
آية معجزة فى عالم النبات قال الله تعالى "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (الرعد /3) . بالتدبر و التفكر فى الآية السابقة ، نجد العوامل الرئيسية اللازمة لإنبات النبات و إنتاج الثمار ، حيث أن الأرض هي البيئة الصالحة للزراعة ومد الجذور النباتية، وتثبيت النبات، والحصول على المعادن والأملاح وبعض المخصبات الأرضية ، والأنهار من مصادر المياه العذبة الرئيسية في عمليات الزراعة ومن دون الماء فلا إنبات، ولا نمو ولا حياة للنبات ، كما أثبت علماء النبات وجود علاقة وطيدة بين الليل والنهار والثمرات النباتية المتعددة الأجناس والأنواع والأصناف وأزواجها، فكل الثمار النباتية آتية من نتائج عملية التلقيح بين حبوب اللقاح المذكرة والبويضات المؤنثة للنبات. كما أن الليل والنهار (يغشي الليل النهار) مهم للنبات وإنتاج الثمار، ففي النهار يقوم النبات بعملية البناء الضوئي وبها يستطيع النبات تحويل الطاقة الضوئية الآتية من الشمس أثناء النهار إلى طاقة كيميائية مخزنة في مخازن الطاقة في النبات ، وفي البناء الضوئي يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون الموجود فى الجو على هيئة ذرات كربون في المواد الغذائية النباتية مثل السكريات والدهون ، كما يقوم النبات بشطر الماء إلى أكسجين يصعد في البيئة الخارجية في الجو حيث يتنفسه الإنسان و الكائنات الحية و هو مصدر الحياة على الأرض ، وهيدروجين يرتبط بذرات الكربون و هذا ما يسمى بتفاعلات الضوء في البناء الضوئي ، يلي ذلك تفاعلات الظلام فى الليل وتكون المحصلة النهائية لتفاعلات الضوء وتفاعلات الظلام تكوين المواد الغذائية مثل المواد الكربوهيدراتية ، المواد البروتينية و الزيوت و باقى المركبات النباتية . لقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن تتابع الليل والنهار بصورة تدريجية مهم في انسياب عمليات البناء الضوئي حيث قال الله تعالى: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) (الرعد/3) وقال تعالى: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً) (الأعراف/54) أي يغطى النهار بالليل فيذهب ضوؤه . كما أن تتابع اختلاف الليل عن النهار إضاءة وإظلاما وطولا وقصرا، وشدة يؤدي إلى تكوين هرمون الإزهار (Flowering hormone) وهذا الهرمون مهم في إحداث عمليات الإزهار في النباتات الزهرية. حيث هناك نباتات الليل الطويل وهي نباتات تحتاج إلى فترة إظلام مستمرة لا تنقطع ولا تقل عن عدد معين من الساعات. فمن أخبر محمدا - صلى الله عليه و سلم- بكل تلك العلوم التى لم يكتشفها العلماء إلا حديثا ، وهذا ابلغ رد على الملحدين ، و تختتم الآية الكريمة بقوله تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (الرعد /3) . فيجب علينا التدبر و التفكر فى آيات القرآن الكريم ، و ما بها من إشارات علمية معجزة تزيد إيماننا إيمانا ، و تدعو غير المسلمين الى الإيمان بالخالق عز و جل .
ولقد ثبت علمياً أن الغلاف الصخري للأرض ممزق بشبكة هائلة من الصدوع، تؤدي إلى تزيقه إلى ألواح صخرية تطفو فوق طبقة لدنه شبه منصهرة ذات كثافة ولزوجة عالية تنشط بها التيارات الحرارية على هيئة تيارات الحمل.
يقول الله سبحانه وتعالى: "مثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت: 41). لماذا شبه الله اتخاذ بعض الناس أولياء من دونه، ببيت العنكبوت؟، .... إن الله يجعل فى غالب الحالات هذا البيت سببًا في موت وهلاك الأنثى التي تبنيه وكذلك مرتاديه؛ ففي بعض الحالات تقوم نوع من أنثى العناكب القافزة (Portia genus) بدخول بيت عنكبوت آخر خلسة، وتقوم بهز خيوطها وتحريكها، فتعتقد العنكبوت صاحبة البيت الأصلية أن فريسة ما قد علقت بخيوط بيتها، فتذهب لأكلها فتقوم العنكبوت الدخيلة بقتلها وافتراسها، وبذلك يكون البيت هو السبب الرئيس لهلاك وموت من أقامه. كما أكدت دراسة أخرى فكرة أن يأكل أحد أنواع العنكبوت (Rhomphaea sp) نوعًا آخر من العناكب داخل بيته ونسيجه، حيث يقوم باستخدام مصيدة من نسيج حريري على شكل مثلث لاصطياد العنكبوت صاحبة البيت، ثم يقوم بعد ذلك بقتلها وأكلها. فاذا ما أضفنا أن أنثى العنكبوت تقتل الذكر بعد الجماع في غالب الأحيان، أو أن الصغار يقتلون أمهم في بعض الحالات ثم التغذى عليها، فإنه بذلك تتأكد لنا فكرة أن البيت في هذه الحالة يكون سببًا لهلاك العناكب، بدلاً من أن يوفر لها الحماية. لقد وجد أيضًا أن العناكب تأكل أعدادًا كبيرة من الحشرات بشكل استثنائي؛ فقد تأخذ عنكبوت واحدة مئات الذباب الصغير جدًّا في يوم واحد، ويتم لف الفريسة الصالحة للأكل بخيوط الحرير، وغالبًا ما يمكن رؤية بقايا الفرائس المتحللة متصلة بنسيج البيت، لتجذب إليها الفرائس الأخرى ليتم اصطيادها, وهذا يعني أن هذا البيت المصيدة يكون سببًا في هلاك وموت الكثير من الحشرات والفرائس الأخرى أيضا. ان دراسة المثل القرآني الخاص ببيت العنكبوت، يؤدي إلى كراهية الشرك والمشركين، حيث قد تبين ما يحتويه هذا المثال القرآني العظيم من علم ومعرفة عميقة، فكما أن الأولياء يكونون سببًا في هلاك المشركين، فكذلك فإن بيت العنكبوت يكون سببًا في هلاك ساكنيه وكل مايقع فيه من حشرات وفرائس أخرى.