القمر يشع نور

القمر يشع نور

إن من نعم الله علينا أن وهب لنا هذا القمر البديع الذي ترتبط به مشاعرنا، ونستخدمه في غزلنا وأشعارنا، لأنه أساسي في حياتنا، حيث نحدد به أوقاتنا. قديما مع بدايات رصد السماء بالتليسكوبات، لاحظ الراصدون أن القمر مظلم، وأن الأهلة ما هي إلا انعكاس لضوء الشمس الساقط على سطحه. إلا أن القرآن كان يقول صراحة عكس ما نراه ونعتقده، حيث قال سبحانه:

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}

[يونس : 5]،

 فجعل الله القمر يشع نورا بذاته حتى وإن كان محاقا (غير مرئي أول الشهر العربي)، فمثله مثل الشمس التي تشع ضياء. ليتشبث بتلك النقطة بعضا ممن يبحثون عن شبهات في كتاب الله لتشكيك الناس في دينهم وفي القرآن. على الرغم أن علماء الفلك استنتجوا إشعاع في الخلفية بسبب أن شدة إضاءة القمر أعلى من القيمة المتوقع الملائمة لدكانة سطحه (Albedo).

أطلق الفلكيون أقماراً اصطناعية، محملة بتليسكوبات، لترى السماء بمنظور مختلف عما نراه من الأرض، لأن الهواء يحجب عنا كثيرا مما يمكن رؤيته بعيدا خارج هذا الهواء. وكان مما تم رصده القمر، ليكتشف الفلكيون أن القمر يشع موجات مختلفة غير مرئية من الأرض. مثل أشعة جاما، التي تنتجها النجوم في باطنها نتيجة الاندماج النووي. فيضع العلماء صورة للقمر جوار صورة الشمس وهما يشعان نفس تلك الموجات، ليتم مقارنتهما ببعض، متعجبين كيف لهذا القمر المعتم يشع تلك الموجات التي لا تنتجها إلا النجوم؟! باحثين عن تفسير علمي لذلك. ليذكرنا ذلك بالآية القرآنية التي سبقت العلم وأخبرت أن القمر يشع نوراً، بل وقرنت ذلك بإشعاع الشمس للتشبيه

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا}.

ليثبت الله سبحانه وتعالى بذلك الناس على دينهم، ويدعوهم لتوحيده والتمسك بدينه، ومن لديه شك في هذا الدين يتيقن أنه كتاب الله حقا وصدقا، لم يحرفه محرف، تكفل الله سبحانه بحفظه. سبحانك ربي الخالق العظيم.

المؤلفون د./ أحمد محمد عبد البر
التصنيف علم الفلك والفضاء
الوسوم القمر
عدد المشاهدات 444
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر