ظلمات البحر العميق

ظلمات البحر العميق

أَوْ كَظُلُمَٰتٍۢ فِى بَحْرٍۢ لُّجِّىٍّۢ يَغْشَىٰهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِۦ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِۦ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَٰتٌۢ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُۥ لَمْ يَكَدْ يَرَىٰهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورًا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ

الدلالة العلمية:

تقول الموسوعة البريطانية: غالباً ما تكون البحار والمحيطات العميقة مغطاة بسحب ركامية كثيفة تحجب قدراً كبيراً من ضوء الشمس، كما يظهر في أكثر صور الأقمار الاصطناعية، فتعكس هذه كمية كبيرة من أشعة الشمس وتحجب قدراً كبيراً من ضوئها، وأما الضوء الباقي فيعكس الماء قسماً منه، ويمتص القسم الآخر، الذي يتناقص تناقصاً رأسياً مع تزايد عمق المياه؛ فتنشأ مستويات من الظلمات داخل هذه البحار حتى عمق مائتي متر ويشتد الظلام بعد عمق ۱۰۰۰ متر حيث تنعدم الرؤية تماماً. وقد كان "قرص سيتشي" (The Secchi Disk) هو أول جهاز استخدم لقياس عمق نفاذ الضوء في مياه المحيط.

وقد استطاع العلماء مشاهدة الأسماك في البحار العميقة على عمق يتراوح بين (600م – ٢٧٠٠م) والتي تستخدم أعضاء مضيئة لترى في الظلام وتلتقط فريستها.

وجه الإعجاز:

أشارت الآية الكريمة إلى ظاهرة الظلمات في البحار العميقة بتعبير البحر اللجي وهو البحر العميق، وأن الظلام في هذه البحار ظلام متدرج، قال المفسرون: "المراد بهذه الظلمات ظلمة السحاب وظلمة الموج وظلمة البحر، فلا يبصر من كان في هذه الظلمات شيئاً". فالسحب الكثيفة التي تغطي هذه البحار تعكس قدراً من ضوء الشمس والبحار تعكس بأمواجها السطحية جزءاً آخر من هذا الضوء ثم تمتص المياه ألوان طيف الشمس لوناً بعد آخر حتى تختفي ألوان الطيف تماماً، ثم يأتي دور الأمواج الداخلية الذي يحيل الأعماق إلى ظلام دامس حتى إذا أخرج الإنسان يده لن يراها. وجاء تعبير ظلمات بعضها فوق بعض ليصف الواقع هذه البحار بدقة بالغة. كما أن الأسماك في تلك الأعماق ليس لها عيون بل مجهزة بأعضاء منيرة خلقها الله تعالى في جسمها لتنير طريقها، وهذا وجه قوله تعالى:

(وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورًا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ) [النور: 40].

المؤلفون
التصنيف علوم الحياة
الوسوم ظلمات البحر العميق
عدد المشاهدات 414
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

ظلمات البحر العميق

ظلمات البحر العميق

قال تعالى: ﴿أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ ٤٠﴾ [العنكبوت] أشارت الآية الكريمة إلى ظاهرة الظلمات في البحار العميقة بتعبير البحر اللُّجِّي وهو البحر العميق، وأن الظلام في هذه البحار ظلام متدرج فالسحب الكثيفة التي تغطي هذه البحار تعكس قدراً من ضوء الشمس والبحار تعكس بأمواجها السطحية جزءاً آخر من هذا الضوء ثم تمتص المياه ألوان طيف الشمس لوناً بعد آخر حتى تختفي ألوان الطيف تماماً.