قال تعالى :
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾
[سورة الملك {19}] ،
فى هذه الآية الكريمة إشارة الى الطير صافات و يقبضن إن هاتين العمليتين يتحكم فيهما جناحى الطائر من خلال الريش ، و تظهر الطير فى السماء إما صافات أى لا ترفرف بجناحيها أو يقبضن أى ترفرف بجناحيها . تنفرد الطيور عن كافة أفراد المملكة الحيوانية بوجود عنصر الريش، وذلك أن الريش من أهم سمات الطيور بصفة عامة ومن أبرز خصائص الشكل بالنسة لكل أنواع الطيور، وإن الريش له فوائد عديدة من أبرزها دوره الفعال والمهم في عملية الطيران والذي لولاه ما استطاع الطائر أن يطير، فإذا كان للجناح دورًا في الطيران أو للذيل في عظمهما وحدهما لا تكفي لإحداث عملية الطيران فلولا نمو الرياش الطائرة لم يكن لأي عضو من هذه الأعضاء أي فائدة ، لأن الريش يتميز بالآتي "تعتبر الريشة أكثر نموات الجليد تعقيدًا نظرا لأنها مخلوقة من خامات تتميز بخفتها المتناهية، علاوة على قوتها ومتانتها، وهي في الوقت ذاته تتميز بالصلابة وقدرتها على التحمل والمرونة ويزداد عدد الريشات كلما زاد حجم الطائر ويبلغ عددها في الطائر الطنان أثناء الصيف حوالي 1500 ريشة كما في طائر Robin يبلغ عددها حوالي 3000 ريشة وفي طائر whistling swar أكثر من 25000 ريشة) . إن الريش يتوزع بانتظام على جميع أجزاء الجسم ، والأكثر أهمية هو ريش الجناح، وريش الذيل لأنهما تعدان أقوى وأكبر أنواع الريش المنتشر في جميع أنحاء الجسم، والريش الطويل يساعد الطائر على الطيران ويوجد أعلى الذيل غدة تفرز مادة ذيتية يأخذ منها الطائر ويوزع على الريش وهذه الغدة نشطة جدًا في الطيور المائية مثل البط والأوز والبجع... إلخ ، حيث تساعده على سهولة الإنزال في الماء ، وعدد الريش في الذيل 12 ريشة وقد تزيد عند بعض الطيور حتى تصل إلى 32 ريشة ، فحيثما نظرت إلى الطير تقع عينيك على رياشه، وقد يسقط الريش في مواسم العام مما يجبر بعض الطيور عن الطيران ولكنه لا يؤثر على الطيران، فقد يؤدي هجوم الطير إلى لجوء الطائر للطيران بقوة جناحية وإن بنية الريش هي التي تعطيه هذه القدرة على أداء عملية الطيران .يتكون الريش من مادة بروتينية من كيراتين، والكيراتين مادة ميتة تتشكل من الخلايا القديمة التي هاجرت من مصادر الأكسجين والغذاء الموجود في الطبقات العميقة من الجلد والتي تموت لتفسح المجال أمام الخلايا الجديدة ، ويقول عالم الطيور فيديوسيا: "الريش هو بنية متكيفة بشكل مثالي تقريبًا مع الطيران لأنها خفيفة، قوية وذات شكل منسجم مع الديناميكية الهوائية". إن تصميم الرياش وتوزيعها على جميع أنحاء الجسم فإنها تعمل على حفظ درجة الحرارة الجسم أثناء الطيران وتحفظ الرياش درجة حرارة جسم الطائر من الهبوط في الجو البارد أما في الجو الحار فتلتصق الرياش بالجسم لتحتفظ ببرودته ، وتعمل رياش الطائر على توجيهه وكبح السرعة وذلك خاص برياش الذيل أما رياش الأجنحة فهي تعمل على توسيع المنطقة السطحية أثناء الطيران لزيادة قوة الإيقاع عندما ترفرف الأجنحة متجهة نحو الأسفل وتقترب الرياش من بعضها لتصنع مرور الهواء ولكن عندما تعمل الأجنحة على الاتجاه نحو الأعلى تنتشر الرياش متباعدة عن بعضها سامحة للهواء بالخلل ، إذن فالطائر عند الإقلاع تتسم رياشه بصفة معينة وهي الالتصاق والاصطفاف جنبا إلى جنب ومع حركة الجناح لتمنع مرور الهواء فيساعد على ارتفاع الطائر وكذلك الحركة عكس حركة الإرتفاع إلى الأعلى فإن الرياش تنتشر لتعمل على حمل الطائر إلى الأعلى ، فعدم انتشار الأجنحة مع الرياش في حالة اتجاه الجناحين إلى أسفل حتى لا يتخلل الهواء الرياش فيثقل الطائر فلا يستطيع الإقلاع فيكون ببسط الرياش عانقًا له عن الطيران والارتفاع فهذه دلالة علمية فسبحان من علم الطير كيف يطير فسبحانه وتعالى و هو القائل : الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى .
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | علوم الأرض |
الوسوم | ريش الطير محركات الطيران المدهشة |
عدد المشاهدات | 402 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |