فى أمة الطير آيات و عبر

فى أمة الطير آيات و عبر

إن القرآن العظيم وهو يخبرنا عن العوالم  المختلفة فى السماء و الأرض و هل هى مكلفة أو غير مكلفة ،  ضارة ام  نافعة ، صغيرة أو كبيرة لم يغفل أن يتحدث عن أمة من الأمم وعن عالم من العوالم وهو عالم الطير، ولذا جاء حديث القرآن الكريم  عن الطير إما حديثًا عامًا بوصفها أمة من الأمم ،أو بالحديث عن دليل العناية الإلهية لهذه الأمة وهي تركب صهوج الهواء مع علمنا بشدة الريح ومع ذلك تجد الطائر الصغير الحجم يطير عكس  إتجاه هذه الريح بسرعة خاطفة ، فجاءت الآيات التي تتكلم عن دليل العناية الإلهية وأنه ما يمسكهن إلا الله سبحانه وتعالى، وكذلك جاءت الآيات تذكر أن الطير دليل على إحياء الله الموتى، وذلك ليطمئن قلب نبي من الأنبياء و هو إبراهيم – عليه السلام - وهو دليل على قدرة الله تعالى، وجاءت آيات تتحدث أيضًا على أن إحياء الطير من جسم جماد لا روح فيه كهيئة الطير فينفخ فيه نبي من الأنبياء وهو عيسى– عليه السلام - فيكون طيرًا بإذن الله تعالى دليلًا على صدق دعوته، وجاءت الآيات لتبين بوضوح لا خفاء فيه دليل الإيمان عند عالم الطير، وأنها تؤمن بالله العزيز الحميد وأنها ترجع وتعقد التسبيح بحمد الله رب العالمين مع نبي أمين و هو داود – عليه السلام -  وأنها سخرت معه لهذه المهمة الإيمانية. وكذلك جاءت الآيات تخبرنا أن الطير كما أنه كان دليلًا على القدرة الإلهية في إحياء الموتى، فأنها كذلك مسخرات في جو السماء بأمر الله تعالى، وجاءت الآيات تخبرنا أن الطير جند من جند الله تعالى كما في جيش سليمان -عليه السلام - و الطير الأبابيل في قصة أصحاب الفيل.

هذا هو الحديث العام بمعنى أنه لم يخص جانبًا من حياة الطير بالتفصيل أو الحديث من قصة أو واقعة مع طائر بالتفصيل، والقرآن الكريم بعد هذا العرض الموجز لحديثه عن الطير جاءت آيات أخرى تتحدث عن الطير بصفة خاصة وهوالسلوى وهو طائر السمان الذى حلله الله لبنى إسرائيل والغراب في قصة إبني آدم -عليه السلام  و الهدهد كما في قصة سليمان عليه السلام مع بَلقيس ملكة مملكة سبأ. أما ما يتعلق بالأحكام الشرعية من حيث الحل والحرمة فجاء الحديث عن السلوى وأنه حلال وهو من الرزق الطيب الذي أحله الله لبني إسرائيل – كذلك جاء تحريم صيد البر للمحرم، والطير نوع من صيد البر، وكذلك هو نوع من صيد البحر لأنه يوجد من عالم الطير ما يعيش في الماء وهي الطيور المائية. 

ثم جاء الحديث عن تعليم الجوارح سواء من الحيوانات الثديية أو من الطيور فإن العرب وغيرهم في القديم والحديث اعتمدوا على الصقور والنسور في صيد الحيوانات البرية. 

هذا هو حديث القرآن الكريم مجملًا عن الطير و فيه من العبر و الآيات التى يعجز كتاب آخر عن ذكر ما فى أمة الطير من حقائق إيمانية يخص أمة الطير من التسبيح و الصلاة ، و ما يخص الأنبياء من تأكيد حقيقة البعث ، و ما يخص البشر عامة من التعلم من الطير و إختراع الطائرات من التعلم من قياسات جسم الطير الدقيقة من أجنحة و رأس و ذيل و ريش  و من تلك الأجزاء تعلم الإنسان إختراع الأنواع المختلفة من طائرات الركاب و الطائرات المقاتلة . فسبحان الله العظيم الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى .

المؤلفون أ.د. مصطفى إبراهيم حسن
التصنيف علوم الأرض
الوسوم فى أمة الطير آيات و عبر
عدد المشاهدات 343
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

لا توجد عناصر