الحديث موضع الإعجاز:
عن أبى هريرة قال ، قال رسول الله ﷺ:
(ليسَ مِنَ الإنْسانِ شَيءٌ إلَّا يَبْلَى، إلَّا عَظْمًا واحِدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَومَ القِيامَةِ)
رواه البخارى ومسلم
المعانى اللغوية:
يبلى: أبْلى الثَّوبَ ونحوَه: أخلقه، أتلفه بالاستعمال الطويل، جعله رثّا.
إلا عظما واحدا: ذكر شراح الحديث أنها عظم العصص ، الذى يتكون من 3-4 عظاما ، والتحديد بعظمة واحدة له دلالة علميا فما هى؟
يأكله التراب: أى يصبح الجسد ترابا لتفاعل التراب مع العظم واللحم فيحوله ترابا، فيعود إلى ما بدأ منه.
عجب الذنب : يكون فى عظم رَأسُ العُصْعص ، ويقالُ له: (عَجْم) بالمِيم، وهو أوَّلُ ما يُخلَقُ مِن الآدميِّ ، وهو الَّذي يَبقى مِنه ليُعادَ تَركيبُ الخَلقِ عليه يومَ القيامةِ. أما علماء الأجنة والبيولوجيا الحيوية فيرون أنه بقايا خلايا الخيط الأولى وهى خلايا كاملة القدرة والتى بدأ الجنين فى النشأة والتكوين منها.
عرض مختصر لأقوال شراح الحديث:
قال ابن حجر العسقلانى فى شرحه لصحيح البخارى : قال عياض: فتأويل الخبر وهو كل ابن آدم يأكله التراب أي : كل ابن آدم مما يأكله التراب وإن كان التراب لا يأكل أجسادا كثيرة كالأنبياء . قوله : (إلا عجب ذنبه) :لا يبلى عجب الذنب ولا يأكله التراب ، " منه خلق " يقتضي أنه أول كل شيء يخلق من الآدمي ، وقال النووي في شرح مسلم : وهو أول ما يخلق من الآدمي ، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه.
التوجيه العلمى: لقد حاز العالم سبيمان بالمشاركة مع الدكتورة مانجولد على جائزة نوبل عام 1935م لاكتشافهما الشريط الأولى والذى سماه بالمنظم الأولى(). ولقد قام العالم الألماني (سبيمان) عام 1931م بسحق المنظم الأولي وزرعه مرة أخرى فلم يؤثر السحق حيث نما مرة أخرى وكون محورا جنينياً ثانوياً رغم سحقه ولم تتأثر خلاياه ، وفي عام 1933م قام هذا العالم وعلماء آخرون بغلي المنظم الأولي وزراعته بعد غليه فشاهدوا أنه يؤدي إلى نمو محور جنين ثانوي بعد غليه ولم تتأثر خلاياه بالغليان(). وقد قام فريق من العلماء من جامعة هونج كونج بالصين وجامعة البرتا بكندا وجامعة لندن ببريطانيا بعمل دراسة على أهمية التخليق من الخيط الأولى فى الطيور ، ووجدوا أن هذا الخيط الأولى له القدرة على تخليق الأجنة إذا نقلت قطع منه إلى شريط من نوع آخر(). وتمت إزالة أجنة كتاكيت دجاج من البويضة في المراحل 6-11 وزرعت في بيئة أخرى ، وتم استبدال الجزء الأكبر من الخط البدائي بعد العقدة لكل جنين بمنطقة مماثلة مأخوذة من جنين السمان المقابل. كما تم إجراء التجربة المتبادلة ، حيث تم تطعيم خط الفرخ البدائي بدلا من السمان. وبعد مزيد من الحضانة ، تم العثور على الخلايا الخطية البدائية المطعمة للمساهمة في الأديم المتوسط للصفيحة الجانبية ، و somites وكتلة الخلايا الوسيطة. ولم تتغير أجنة المضيف ولا اجنة الخيط الأولى المنقولة للجنين المضيف.
المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي التصنيف العلوم الطبية الوسوم عجب الذنب لا يبلى عدد المشاهدات 495 عدد المشاركات 0 شارك المادة تحميل المادة تحميل المادة