بعض الناس لم يقرأ- أو أنه لا يريد أن يقرأ إلا هذا- في قضية الميراث إلا قوله تعالى:" لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ"(النساء: 11). ولم يكمل قوله تعالى في نفس الآية: ﴿فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ﴾ (النساء: 11). وهو بذلك فعل كمن وقف عند قوله تعالى:" لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ"!! دون نظر لعلة النهي "وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ".
﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا ٦ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا ٧ وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰجٗا ٨ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا ٩﴾ [النبأ].ما كان ذلك ليكون اتفاقاً، فلا بد من خالق قاصد حكيم، وما كان – برحمته - ليذر الخلق فيما هم عليه من تفاوت عقولهم في معرفة غاية وجودهم ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥﴾ [المؤمنون]، وتفرقهم في إدراك مصالحهم في معاشهم ومعادهم، فأرسل إليهم صفوة من خلقه يهدونهم سواء السبيل، وأيدهم بالأدلة القطعية اليقينية الدالة على صدقهم، وكان خاتمهم محمد بن عبد الله – صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه – النبي الأمي الذي عدّ له الإمام النووي دلائل تزيد على ألف ومائتي برهان ودليل على أنه رسول رب العالمين،،،