أوضحت القياسات الدقيقة وصور الأقمار الصناعية باستخدام برنامج "جوجل ايرث"، فى دراسة نشرت منذ عدة سنوات باللغة العربية وثلاث لغات أجنبية (الانجليزية والفرنسية والاسبانية) للدكتور يحيى وزيرى، أن توسط مكة لليابسة يظهر من خلال عدة مستويات وليس مستوى واحد فقط، حيث أنها تتوسط أبعد حدود لقارتى أفريقيا وأوروبا معا، كما أنها تتوسط الحدود القريبة لقارات العالم الجديد مع الجزء الباقى من قارة آسيا حيث يلتقى مع الحدود الشمالية لقارة أمريكا الشمالية عند مضيق بيرنج، كما أنها تحقق التوسط بالنسبة لحدود قارات العالم الجديد البعيدة والتى تمثل حدود اليابسة من الخارج، وأخيرا فان مكة المكرمة تبتعد تقريبا بنفس المسافة عن النقاط التى تتوسط قارات العالم الجديد أى عن مراكزها الجغرافية.
أشار العديد من الجغرافيين والمؤرخين المسلمين فى كتبهم الى فكرة توسط مكة المكرمة (أم القرى) للأرض، فعلى سبيل المثال فقد أشار الجغرافى العربى ياقوت الحموى (ت 626 هـ) الى وسطية أم القرى فى كتابه "معجم البلدان" حيث قال: " أم القرى من أسماء مكة، قال نفطويه: سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت،..... وقال ابن دريد: سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض، والله أعلم، وقال غيره: لأن مجمع القرى اليها، وقيل: بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة اليها...".
ورد فى المحرر الوجيز لابن عطية (٥٤٦ هـ) مايلى: "وأُمُّ القُرى: مَكَّةُ؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِوُجُوهٍ أرْبَعَةٍ: مِنها أنَّها مَنشَأُ الدِينِ؛ والشَرْعِ؛ ومِنها ما رُوِيَ أنَّ الأرْضَ مِنها دُحِيَتْ؛ ومِنها أنَّها وسَطُ الأرْضِ؛ ومِنها ما لَحِقَ عَنِ الشَرْعِ مِن أنَّها قِبْلَةُ كُلِّ قَرْيَةٍ؛ فَهي - لِهَذا كُلِّهِ - أمٌّ؛ وسائِرُ القُرى بَناتٌ؛ وتَقْدِيرُ الآيَةِ: "لِتُنْذِرَ أهْلَ أُمِّ القُرى"؛ و"وَمَن حَوْلَها"؛ يُرِيدُ أهْلَ سائِرِ الأرْضِ؛ و"حَوْلَها"؛ ظَرْفٌ؛ اَلْعامِلُ فِيهِ فِعْلٌ مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ: "وَمَنِ اسْتَقَرَّ حَوْلَها".
بالرغم من ان دراسات علماء الغرب المنصفين حول توسط مكة المكرمة لليابسة قليلة جدا، ولكن يمكن أن نشير الى دراساتين هامتين فى هذا الصدد.