النص المعجز: قال تعالى : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ(49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50). سورة الشورى تفسير العلماء: قال ابن جرير الطبرى: ويخلق ما يحبّ خلقَه, وقال الإمام القرطبى: قال أبو عبيدة وأبو مالك ومجاهد والحسن والضحاك: يهب لمن يشاء إناثا لا ذكور معهن ، ويهب لمن يشاء ذكورا لا إناث معهم ،وقال واثلة بن الأسقع : إن من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى.
بيان ما جاء في قوله تعالي "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ..." اللهم صيباً نافعاًالتفسير العلمي والدلالة النصية الصيب وهو المطر الذي يأتي معه الرعد والبرق أو السحاب الذي يأتي بالمطر وهنا الظلمات علي ثلاث هما ظلمة تكاثفه بتتابعه وظلمة الغمامة وهذا مع ظلمة الليل والتي يوضح فيها البرق والاخيرة ظلمة تتابع المطر ، ويعرف الرعد بصوته والبرق بضوءه والإثنان من أمر حدوث المطر ثم تأتي النار مع البرق فتكون الصواعق وهذه الأمور شاهدها العلم الحديث وفهمها وهي من ميكانيكية الدورة العامة للرياح الذي يقود السحاب لنزول المطر.
بيان ما جاء في قوله تعالي"ألم تر أن الله يُزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فتري الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "
آيات الكون المنظور ترجمة حقيقية لما جاء في كتاب المسطور –القرآن الكريم- ،وهي تعد رسولا مبلغا لرسالة الله تعالى للعالمين ،فمن لم تستطع قدرته تحصيل كل ما في الكتاب المسطور أو عجز عن قراءة كلماته فإنه لدية قدرة لتحصيل ما في كون الله المنظور، فالآيات مشاهدة (آيات الأنفس والآفاق) ليل نهار ومعك في كل لحظات حياتك أينما وجهت وجهك فثم آيات الله الكونية؛ في السماء والأرض، في البحار والأنهار ، في الجبال والصخور ،في سبع سموات وفي سبع أرضين، كل هذه الآيات تنطق بقدرة ودقة الصانع .وإن عجزت أن تصل إلى آيات الآفاق- وهذا مستحيل- فلن تعدم وصولا لآيات الأنفس بصرا وبصيرة: "وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ "(الذاريات:21). أي: وفي أنفسكم أيها الناس آيات وعِبر تدلكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم(). كل هذه الآيات المبثوثة في آيات الآفاق والأنفس دلائل دامغة على أن للكون خالقا قديرا بديع السموات والأرض، وهذه الآيات تتطلب إعمال العقل تماما كما يطلب منا القرآن الكريم إعمال العقل بالتدبر في آيات الكتاب المسطور فكلاهما من منبع ومورد واحد من عند الله ، فالقسم الأول من الآيات(الكتاب المسطور) هو وحى الله ، والقسم الثاني منها ( الكتاب المنظور آيات الأنفس والآفاق) هو خلق الله ، فالمصدر، إذن، واحد... وقد لفت القرآن الكريم الأنظار والعقول إلى التأمل في آيات الكون والمنظومة الكونية في آيات كثيرة ؛ لأنها سبيل للوصول إلى الحقائق والتي من أعظمها وأصدقها أنه –سبحانه- الحق، الحق في توحيده وأنه الخالق والمستحق وحده للعبودية قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (فصلت:53).