وذلك بتعديل الميزان والاحتياط فيه والكيل، فينبغي أن يكيل كما يكتال يقول تعالى:
"وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)"
( المطففين).
فعلماء التفسير على أن: المطفف هو المقال حق صاحبه ينقصانه عن الحق في كيل أو وزن، قال الزجاج: إنما قيل للذي ينقص الكيال والميزان مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف، قال أبو عبيدة والميرد: المطفف الذي يبخس في الكيل والوزن. والمراد بالويل هنا شدة العذاب، أو نفس العذاب أو الشر الشديد، أو هو واد جهنم. قال الكلبي: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وهم يسيئون كيلهم ووزنهم لغيرهم، ويستوفون لأنفسهم، فنزلت هذه الآية، وقال السدي: قدم رسول صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، وكان بها رجل يقال له أبو جهينة، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر، فأنزل الله هذه الآية. قال الفراء: هم بعد نزول هذه الآية أحسن الناس كيلا إلى يومهم هذا.
وهكذا ترسم الآيات لمنهج إسلامي قويم يقوم على عدالة المعاملة وشرف الأخذ والعطاء... وهي قيم إسلامية يحرص الإسلام ان يتربى عليها معتنقيه، ومن ثمرات هذه التربية الإسلامية أن توجد ضمانات حقيقية للفرد والمجتمع من كل الآثار السلبية للظلم والخداع.
المؤلفون | أ.د السيد عطية عبد الواحد |
التصنيف | العلوم الإنسانية والاجتماعية |
الوسوم | العلوم الإنسانية والاجتماعية القيم الأخلاقية |
عدد المشاهدات | 557 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن تلقي الركبان ونهى عن النجش، أما تلقى الركبان، فهو أن يستقبل الرفقة ويتلقى المتاع ويكذب في سعر البلد.
فذلك واجب، فإن أخفاء كان ظالماً عاشا والغش حرام، وكان تاركا للنصح في المعاملة، والنصح واجب يقول عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة، الله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
أسس الإسلام بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة لقيم أخلاقية في مجال نظريات العرض والطلب، ومن شأن تطبيق هذه القيم الأخلاقية أن تنضبط الأسواق، ويسود العدل في المعاملات ويرتفع الظلم والغش والتدليس في المعاملات بين الناس.