قال تعالى:
: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾. الأنعام (38).
تفسير البغوي :قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
﴿ وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ﴾،
قَيَّدَ الطَّيَرَانَ بِالْجَنَاحِ تَأْكِيدًا كَمَا يُقَالُ: نَظَرْتُ بِعَيْنِي وَأَخَذْتُ بِيَدِي،
﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ﴾،
قَالَ مُجَاهِدٌ: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا يُرِيدُ أَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ، فالطير أمة، والهوام أُمَّةٌ، وَالدَّوَابُّ أُمَّةٌ، وَالسِّبَاعُ أُمَّةٌ، تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا مِثْلُ بَنِي آدَمَ، يُعَرَفُونَ بِأَسْمَائِهِمْ . إذا كان الإنسان قد عرف صناعة تكنولوجيا الرادار فى مراقبة الطائرات وتحديد مساراتها بتحديد الذبذبات الصوتية التي تحدثها الطائرات عن بعد، فإنما أخذ العلماء ذلك بمراقبتهم ومتابعتهم لبعض سلوكيات عالم الحيوان وعالم الطير، فكما أن الخفاش قالوا عنه: أنه الحيوان الوحيد الذي يعتمد على صدى الصوت، وهناك أيضًا طائر «الجواشارو» فأنه يعتمد كذلك على صدى الصوت (يظن كثيرون أن الخفاش هو الكائن الوحيد الذي يعتمد على صدى الصوت في حركته) ، ولكن ثبت أن بعض الطيور تعتمد أيضا على انعكاس الصوت أو الصدى في تلمس طريقة خاصة بالليل.
إن طائر الجواشارو الذي يعيش في جزر البحر الكاريبي وفي الدول الغربية من أمريكا اللاتينية ، والذي يتميز بكبر حجمه وبلونه البني المبرقش ببقع بيضاء والذي يصل طول جناحيه إلى حوالي متر كي تتمكن من التحليق بهذا الطائر الضخم، و هو من الطيور الليلية حيث يقضي طوال اليوم في أعماق الكهوف فإذا ما جن الليل وحل الظلام فأنه يخرج كي يطير باحثا عن طعامه (البلح الإستوائي) حيث يعود إلى أعشاشه مع مطلع الفجر، وهو يعتمد على الأصوات القصية المستديمة والتي يصل معدلها نحو 7000 ذبذبة في الثانية، وتنتشر هذه الذبذبات لأنها تسبق الطائر حيث أن سرعتها نحو 340 مترًا في الثانية أي ضعف سرعة أي طائر بنحو 15 مرة فتنجح الإشارة الصوتية في الوصول إلى العوائق ثم الارتداد قبل أن يصل اليها الطائر، وبذلك يحصل الطائر على المعلومات اللازمة والتي تجنبه الاصطدام بهذه العوائق وهو ما يسمى (الرادار الصوتي) .
إن الرادار من أهم وأخطر وسائل المراقبة العامة في عالمنا اليوم لذلك ما تكاد تسير في بلادنا على طريق طويل حتى تقع عينك على لافتة (احذر الطريق السرعة مراقبة بالرادار) فمن أين عرف الإنسان الردار؟ إلا من خلال النظر والبحث في عجائب المخلوقات فكان رصد حياة الخفاش وكذلك طائر الجواشارو، الذي يعتمد على الذبذبات الصوتية التي تعطيه إشارات عند الوصول أو الاقتراب من العوائق أو المخاطر، فيبتعد الطائر ويتجنب الاصطدام بحائط أو شجرة أو غيرها وهذا هو الردار الصوتي الذي يعتبر الموجه الرئيس للطائر، وهو الذي يرسم له خارطة الطريق، فطبق الإنسان هذه النظرية وصنع الردارات وآلات المراقبة. فسبحان الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى
المؤلفون | أ.د. مصطفى إبراهيم حسن |
التصنيف | العلوم الإنسانية والاجتماعية |
الوسوم | إشارات إعجازية إعجاز وبيان الإسلام والحقيقة العلمية |
عدد المشاهدات | 340 |
عدد المشاركات | 0 |
شارك المادة | |
تحميل المادة | تحميل المادة |
الندوة الثانية بعنوان: إشارات إعجازية فى سـورة النمـل | ندوات فرسان الحق.
النص النبويّ المُعجز : عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا" رواه مسلم
التفسير العلمي والدلالة النصية المراد من السماء هي جهة العلو ومنها السحاب القادر علي حمل الماء وبياناَ لقدرة الله الجبار علي إخراج الماء وإنزاله من السماء حيث تقوم الشمس بتبخير مياه البحر بخاراً رطباً دخاناَ يابساَ فإذا صعد الي الطبقة الثالثة من الغلاف الجوي تكاثف فلو كان البرد قوياً اجتمع فيه الماء وتقاطر وأمطر حيث يجتمع السحاب ويتقاطر المطر وممكن أن يتحول الي ثلج لوكان البرد أقوي ولوكان متوسطا لصار ضباباً فهي مراحل متعددة لتكاثف وتبخير مياه البحر بأشعة الشمس ثم تجميعها وحسب درجات الرطوبة بصير الماء أو الضباب أو الثلج .