الإعجاز البلاغي في قوله تعالى (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء، ولايحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن) [الآية: 228).
الإعجاز البلاغي في قوله تعالى (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو أعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح…) [النساء: 128]
روى الامام أحمد أن المصطفى عليه الصلاة والسلام قال: ( لاتقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد( ، كما روى أبو داود باسناد صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( من أشراط الساعة أن يتباهى الناس فى المساجد).
قال تعالى : ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾. الأنعام (38). تفسير البغوي :قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ﴾، قَيَّدَ الطَّيَرَانَ بِالْجَنَاحِ تَأْكِيدًا كَمَا يُقَالُ: نَظَرْتُ بِعَيْنِي وَأَخَذْتُ بِيَدِي، ﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ﴾، قَالَ مُجَاهِدٌ: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا يُرِيدُ أَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ، فالطير أمة، والهوام أُمَّةٌ، وَالدَّوَابُّ أُمَّةٌ، وَالسِّبَاعُ أُمَّةٌ، تُعْرَفُ بِأَسْمَائِهَا مِثْلُ بَنِي آدَمَ، يُعَرَفُونَ بِأَسْمَائِهِمْ . إذا كان الإنسان قد عرف صناعة تكنولوجيا الرادار فى مراقبة الطائرات وتحديد مساراتها بتحديد الذبذبات الصوتية التي تحدثها الطائرات عن بعد، فإنما أخذ العلماء ذلك بمراقبتهم ومتابعتهم لبعض سلوكيات عالم الحيوان وعالم الطير
من الأسس الرئيسية التي يقوم عليها المنهج الإسلامي مراعاة الواقع الحقيقي للناس فضلاً عن الاعتناء بالظروف الخاصة بكل فئات المجتمع. ففي واقع الحياة قد توجد فئة تأنف السؤال وتأبي الكلام لتعبر عن حاجتها وعوزها، ينبهنا إلى هذه الحقيقة الإنسانية قوله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة: 273].
من الاخلاقيات الاسلاميه الرفيعه التى ينفرد بها المنهج الاسلامى فى مجال الإنفاق إستحباب الإسرار بالصدقة لأن ذلك أبعد عن الرياء والسمعة، يدلنا على ذلك الخلق الرفيع قوله تعالى: "وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" وفى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تأكيد على ذلك أيضاً: فذكر صلى الله عليه وسلم فيمن يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله).
يقول الله سبحانه وتعالى "آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ".. والمخاطبون هنا مسلمون، لكنهم يدعون الى الايمان بالله ورسوله. فهى إذن حقيقة الايمان يدعون لتحقيقها فى قلوبهم بمعناها . وهى لفتة دقيقة . وهم يدعون الى الانفاق ، ومع الدعوة لمسة موحية ، فهم لا ينفقون من عند أنفسهم إنما ينفقون مما استخلفهم الله فيه من ملكه ، وهو الذى له ملك السموات والأرض " .. هو الذى استحلف بنى آدم جملة فى شئ من ملكه ، وهو الذى يحى ويميت " .. فهو الذى استخلف جيلا بعد جيل. وهكذا ترتبط هذه الاشارة بما سبق من الحقائق الكلية فى مطلع السورة ، ثم تقوم هى بدورها فى استثارة الخجل والحياء من الله وهو المالك الذى استخلفهم وأعطاهم ، فماذا هم قائلون حين يدعوهم الى إنفاق شئ مما استخلفهم فيه ومما اعطاهم ؟ وفى نهنة النفوس عن الشح ، والله هو المعطى ولا نفاذ لما عنده ، فماذا يمسكهم عن البذل والعطاء وما فى أيديهم رهن بعطاء الله ؟! ولكنه لا يكلهم الى هذا التذكير وما يثيره من خجل وحياء ، ومن سماحة ورجاء ، وإنما يخاطبهم بمؤثر جديد يخجلهم من كرم الله ويطمعهم في فضله : (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ). فكيف يتخلف متخلف عن الايمان والبذل في مواجهة هذا الكرم والفضل؟ والآيات مستمرة في الترغيب فى الانفاق فى سبيل الله سبحانه وتعالى . يقول الله تعالى: " وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ..." وعلماء التفسير ان معنى الكلام التوبيخ على عدم الانفاق ، أى أى شئ يمنعكم من الانفاق فى سبيل الله ، وفيما يقربكم من ربكم وأنتم تموتون وتخلفون أموالكم وهى صائرة الى الله تعالى .