علم الفلك والفضاء

ومضة فلكية نجوم السماء
ومضة فلكية نجوم السماء
أ.د. حنفي محمود مدبولي

"وعلامات وبالنجم هم يهتدون" سورة النحل الآية 16 جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام خرج على أصحابه وهم يتفكرون فقال "لا تفكَّروا في الله تعالي، ولكن تفكَّروا فيما خلق" أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "4659" عن عبد الله بن سلام

والسماء ذات الحبك
والسماء ذات الحبك
أ.د. حنفي محمود مدبولي

والسماء ذات الحبك

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
أ.د. حنفي محمود مدبولي

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا

الهدي النبوي في التعامل مع الكسوف والخسوف
الهدي النبوي في التعامل مع الكسوف والخسوف
د.خالد راتب

تحدث كثير من العلماء عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في عبادته ومعاملاته وتصرفاته ، ولم يتحدث إلا القليل عن هديه مع الآيات الكونية والظواهر التي تحدث في الكون ، وسوف نتحدث عن هديه صلى الله عليه وسلم مع آية كسوف وخسوف الشمس. هاتان الآيتان اللتان تدلان على قدرة الله العظيم، وقد كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن النجوم لها تأثير في الأحداث، وأن ما يحدث من تغير في هذه الأحداث بسبب مولد عظيم أو موته أو غير ذلك من المعتقدات الخاطئة فجاءت السنة لتنفي كل ذلك. وهذا ما بينه صلى الله عليه وسلم بقوله : "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله –تعالى- يخوِّف بهما عباده"(). وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر توجه لله -عز وجل- بأصناف العبادات كالصلاة والدعاء والإكثار من ذكر الله والصدقات، وكان يهتم بما يحدث من الظواهر الكونية التي تقع بقدرة الله، ويحث الناس على الحذر منها ويدعو الله أن يسلموا من شرِّها ويسألوه من خيرها، عن عائشة رضي الله عنها قالت: : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح  والغيم عُرف ذلك في وجهه، وأقبـل وأدبر، فإذا مطرت سُرَّ به وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته فقال: "إنِّي خشيت أن يكون عذابًا سُلِّط على أمّتي"()، وكذلك ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها –أيضًا- قالت:" كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريـح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أُرسلت به وأعـوذ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسلت به"، ومن ذلك أيضًا هديه صلى الله عليه وسلم حين ظهرت علامة الكسوف. وفي صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت":  خَسفَتِ الشمسُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى رسولُ الله بالناس، فقام فأطال القيام، ثمَّ ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثمَّ فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف، وقد انجلتِ الشمسُ ، فخطبَ الناسَ، فحمد اللهَ وأثنى عليه ثم قال: "إنّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آياتِ الله، لا ينخسفان لموت أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فادعوا اللهَ وكبِّروا وصلُّوا وتصدقوا"(). 

الكسوف والخسوف أسرار وحكم
الكسوف والخسوف أسرار وحكم
د.خالد راتب

الآيات الكونية التي نراها ليل نهار في آفاق السماء وجنبات الأرض وفي النفس ...إلى غير ذلك تؤكد قدرة الله ودقة الصنع والإحكام والتقدير، وتكشف لنا أسرار الكون وحكمه، ومن هذه الآيات كسوف وخسوف الشمس والقمر، ففي هاتين الظاهرتين حكم وأسرار منها: أن هذا الكون يسير بنظام بديع  وبمقدار ، وأن آية الكسوف والخسوف  تحدث بحساب وفي ميعاد محدد، ويظهر ذلك في قوله تعالى:" الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ"(الرحمن:5)، وقوله تعالى:" وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (الأنعام:96) وفي الآيتين –وغيرهما- بيان واضح أن الشمس والقمر يجريان في أفلاكهما بحساب وذلك بتقدير العزيز العليم -سبحانه- كما في خاتمة الآية.:التفكر والتأمل في آية الكسوف والخسوف -وغيرها-  من الآيات الكونية يعد نوعا من أنواع العبادة التي امتدحها المولى سبحانه، قال تعالى:" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(آل عمران: 191). تذكير الناس بالنعم الكونية المحيطة بالإنسان والتي من الممكن أن تنقلب إلى نقمة إذا لم يؤد الإنسان شكرها شكرا حقيقيا.تذكير القلوب الغافلة وتنبيه العقول الشاردة ؛ لعلهم يعتبرون ويرجعون إلى ربهم، وهذا يعد شفقة ورحمة من رب العالمين بعباده.كما أن هذه الآيات ليست تذكيرا وتخويفا للعاصين فقط بل تدفع المؤمنين الطائعين إلى الإكثار من طاعة الله والقرب منه أكثر، فالعبد المؤمن يعرف ربه في الرخاء والشدة.الآيات الكونية -ومنها الكسوف والخسوف-تذكرنا باليوم الآخر وما سيحدث فيه  من أمور وتقلبات عظام في نواميس الكون ،وهذا بدوره  لا يجعل الناس يفاجئون  بما يحدث يوم القيامة ،كما يجعلهم مستعدين للقاء الله ،قال تعالى: "فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ  وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ  يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ  إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ  يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ"(القيامة:7-13).تصحيح بعض المعتقدات الفاسدة عند بعض الناس ، فقد كان البعض يعتقد أن كسوف الشمس بسبب  غضب حل من الآلهة، وهو فأل سيء يدل على قرب حدوث الكوارث، وظن آخرون أن سبب الكسوف والخسوف هو مولد عظيم أو موته...إلى غير ذلك. فبين الرسول أنهما آيتان من آيات الله وأبطل كل هذه الخرافات والمعتقدات الخاطئة .

خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
أ.د. حنفي محمود مدبولي

الآية موضع الإعجاز: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) سورة غافر أقوال المفسرين:  قال بن جرير الطبرى ، والبغوى ، وابن كثير ، والقرطبى ، والسعدى: يخبر تعالى بما تقرر في العقول، أن خلق السماوات والأرض -على عظمهما وسعتهما- أعظم وأكبر، من خلق الناس، فإن الناس بالنسبة إلى خلق السماوات والأرض من أصغر ما يكون. والذي خلق الأجرام العظيمة وأتقنها، قادر على إعادة الناس بعد موتهم من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) سورة الأحقاف التوجيه العلمى: لماذا الربط بين خلق السماوات والأرض وبين خلق الناس:  تبدأ حياة كل النجوم بالتحول من سحابة من الغبار والغاز تُعرف باسم السديم cloud complex  إلى مرحلة النجم الطفل  A Protostar Is a Baby Star   ثم يستمر ليصبح في مرحلة T-Tauri ، وفيها يبدأ النجم الطفل بإنتاج رياح قوية تدفع الغازات والجزيئات المحيطة بعيدًا عنه، وهذا يسمح للنجم المتكون أن يصبح مرئيًا لأول مرة. ثم تبدأ مرحلة التسلسل الرئيسي Main Sequence Stars حيث يتم موازنة ضغط جاذبيته من خلال ضغطه الخارجي ، مما يمنحه شكلًا صلبًا ، وتقضي النجوم 90٪ من عمرها في هذه المرحلة،  حيث يقوم  النجم بحرق مخزونه من الهيدروجين لتندمج جزيئاته لتشكيل الهيليوم في لبه، وتعد شمس نظامنا الشمسي حاليًا في طور النسق الرئيسي ويعتقد العلماء أنها ستظل في تلك المرحلة المستقرة لمدة 10 مليار سنة أخرى ، والنجوم عندما تكون في تسلسلها الرئيسي ، تحترق بضوء مزرق ويمكن أن تصل درجة حرارة سطحها إلى 20000  درجة كلفن (35450 درجة فهرنهايت). وبالمقارنة  تبلغ درجة حرارة سطح الشمس حوالي 6000 كلفن فقط (10،340 درجة فهرنهايت). ثم تبدأ مرحلة العملاق الأحمر Expansion into Red Giant وهذا بمجرد تحويل كل الهيدروجين الموجود في قلب النجم إلى الهيليوم ، ثم ينهار اللب على نفسه ، مما يتسبب في تمدد النجم، ومع توسعه يصبح النجم في البداية نجما عملاقا فرعيا، ثم عملاقا أحمر. ويكون سطحه أكثر برودة من نجوم النسق الرئيسي، وبسبب هذا تظهر باللون الأحمر بدلاً من الأصفر، وإذا كان النجم ضخمًا بدرجة كافية، فيمكن أن يصبح كبيرًا بما يكفي لتصنيفه على أنه عملاق  خارق Supernovae and Planetary  ، ثم تبدأ مرحلة اندماج العناصر الأثقل Fusion of     Heavier  Elements     ، مثل الكربون، وتتكرر هذه العملية حتى يبدأ الحديد في الظهور داخل قلب النجم. ثم يعمل اندماج الحديد على امتصاص الطاقة ، لذا فإن وجود الحديد يؤدي إلى انهيار اللب، وإذا كان النجم ضخمًا بدرجة كافية (كالنجوم التي تكون كتلتها 25 ضعف كتلة الشمس) فإن الانفجار الداخلي للب يخلق مستعرًا أعظم Supernovae and Planetary Nebulae ومنها يتحول إلى نجم نيوتروني أو حالة تفرد تعرف بالثقب الأسود. أما النجوم الأصغر مثل الشمس تتقلص إلى أقزام بيضاء  White Dwarfبينما يتشعب غلافها الخارجي كسديم كوكبي. وكتلة النجم هي التي تحدد مدى سخونة النجم وكيف سيموت أو تنتهي حياته.  والجاذبية بين النجوم والمجرات هي القوة المسئولة عن تشكيل الكون والحفاظ على الكواكب والنجوم في مداراتها، وهي أيضًا القوة المسئولة عن تدمير النجوم وتحويلها لثقوب سوداء.  أوجه الإعجاز العلمى:  اختلف العلماء فى بداية الكون وعمره (المقصود به السماء الدنيا المرئية بالعين المجردة أو بالتليسكوبات الحديثة)على حسب المواد المستخدمة فى العملية الحسابية من  13.2 مليار سنة (بحسب مسبار ويلكينسون التابع لوكالة ناسا عام 2012)   ، أو 13.77 مليار سنة (بناءً على بيانات بلانك 2015 لوكالة الفضاء الأوروبية European Space Agency   (ESA)  أو 15 مليار سنة على حسب مسبار جيمس ويب فى 12 يوليو 2022 لوكاة ناسا الأمريكية . وقدر العلماء عمر الأرض  4.6 مليار عام ، اعتمادا على التحلل النووي لنظائر العناصر المشعّة طبيعياً() بينما عمر البشر على الأرض من 128000 إلى 200000 سنة بحسب تحليل جين الميتوكونديا فى النساء ()، والكروموسوم واى (Y) فى الرجال بتقنية أحدث سلف مشترك (Most recent common ancestor)‏. وقد أكدوا على أن الآثار الخاصة بسفينة نوح والتي توجد في تركيا تعود إلى 90 ألف عام. وتبين أن دورة حياة النجوم تستمر لمليارات السنوات بينما أقصى عمر للإنسان هو 1000 سنة (عمر نوح عليه السلام) ومن هذه الحسابات يتضح بأن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس.  وتبين أن خلق الإنسان بدأ من التراب والماء ، وكذلك خلق النجوم تبدأ من السدم التى تحتوى على السحب الغازية والغبار الفضائى . وكما يمر الإنسان بدورة حياة تبدأ من الطفولة ثم يقوى شيئا فشيئا من مرحلة الفتوة وبلوغ الأشد حتى يصل إلى مرحلة الكهولة والشيخوخة ثم الوفاة ، فكذلك النجوم تمر بمراحل فى حياتها من الطفولى إلى الفتوة T-Tauri والتى يمكن فيها رؤية النجم ، إلى الأشد ثم إلى الإنهيار والموت ولهذا جاء الربط بين خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان

والنجم إذا هوى
والنجم إذا هوى
أ.د. حنفي محمود مدبولي

النص موضع الإعجاز : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) سورة النجم المعانى اللغوية: النجم لفظه واحد ومعناه الجمع ، وسمي الكوكب نجما لطلوعه ، وكل طالع نجم ، يقال : نجم السن والقرن والنبت : إذا طلع ، ونجم فلان ببلاد كذا أي خرج على السلطان . وقال الأصمعي : هوى بالفتح يهوي هويا أي سقط إلى أسفل ونزل. أقوال المفسرين: قال ابن جريرالطبرى: اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ) فقال بعضهم: عُنِيَ بالنجم: الثُّريا وتأويل الكلام: والثريا إذا سقطت. وقيل المراد بالنجم القرآن سمي نجما لأنه نزل نجوما متفرقة في عشرين سنة ، وقال البغوى: وقال مجاهد والفراء والحسن: هي نجوم السماء كلها حين تغرب وغابت ، وقال جعفر الصادق : يعني محمدا ﷺ إذ نزل من السماء ليلة المعراج . وقال القرطبى: والعرب تسمي الثريا نجما وإن كانت في العدد نجوما ; يقال : إنها سبعة أنجم ، وفي ( الشفا ) للقاضي عياض : أن النبي ﷺ كان يرى في الثريا أحد عشر نجما . وقال الحسن أيضا : المراد بالنجم النجوم إذا سقطت يوم القيامة . وقال السدي : إن النجم هاهنا الزهرة لأن قوما من العرب كانوا يعبدونها . وقيل : المراد به النجوم التي ترجم بها الشياطين  التوجيه العلمى: إن النجم هو جرم سماوي ضخم، شديد الحرارة، وهو أشبه بالكرة الملتهبة من غازى الهيدروجين والهيليوم. ويستمد النجم حرارته وسطوعه من خلال التفاعلات النوويّة التي تحدث بين تلك الغازات في نواته.  ويستخدم علماء الفلك مخطط هرتزبرونج –راسل (Hertznprung-russell) لدراسة النجوم ومراحلها التطوريّة حيث وضّح أنَّ العلاقة بين درجة حرارة ولمعان النجم ليست عشوائية وإنما مقسّمة لمجموعات منفصلة وهى:  النجم الأولى وهو يتكون من السديم الغازى وغبار الفضاء وقد يستغرق هذا 100000 سنة ، ونجوم السلسلة الرئيسيّة وتمثل 90% من النجوم الحالية ، و نجوم العمالقة ، والعمالقة الضخمة ، نجوم الأقزام البيضاء والنجوم النيترونية ، وتستمر هذا التطور لمليارات السنين. وعند سقوط النجم يحدث استنفاذ لذرات الهيدروجين وتحويلها إلى هيليوم واندماج ذرات الكربون والحديد مما يؤدى إلى استنفاذ الطاقة داخل لب النجم مما يؤدى إلى انفجاره وتكون  الأقزام البيضاء إن كان النجم صغيرا ، أو استعار النجم في انفجار يوصف باسم المستعر (Nova) حيث يشع كمية هائلة من الطاقة، أو بالمستعر الأعظم  (Supernova) وعند انفجار النجم وموته فإنه لا يختفي كليًا من الوجود بل إما يتحول إلى شكل آخر من النجوم يعرف بالنجوم النيترونية، وتتصف تلك النجوم بجاذبيتها الكبيرة وكتلتها الهائلة، وإما يتحول إلى ثقب أسود أوجه الإعجاز العلمى: أقسم رب العزة سبحانه وتعالى بسقوط النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) ، والمقسوم عليه صدق الرسول والرسالة (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4). وفهم العرب والصحابة أن النجم الذى يهوى أى يسقط ويأفل هو الثريا ، أو سقوط النجوم عند غروبها ، أو سقوطها يوم القيامة. ويأتى العلم الحديث فى أواخر القرن العشرين ليدلل على سقوط النجوم وتحولها من اللون الأزرق اللامع إلى الأحمر الخافت ، وانفجارها وتحولها إلى أقزام بيضاء إن كانت صغيرة ، أو نجوم نيترونية أو ثقوب سوداء إن كانت كبيرة وهذا يأخذ مليارات السنين، مما يدل على أن القرآن الكريم وحى من عند الله العليم الخبير. ويدل على السبق العلمى  والإعجاز العلمى المتجدد لآيات الذكر الحكيم.

الإنسـان بيـن النعــم والنقــم
الإنسـان بيـن النعــم والنقــم
أ.د. أحمد مليجي

النص المعجز:  قال تعالى «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ»  [سورة الأعراف:58] يتقلب الإنسان في نعم الله ليل نهار، ولا يعرف حقّها لدوامها وكثرتها. والنعم لا تعرف إلا بفقدانها، فالحلو لا تُعرف قيمته إلا لمن ذاق المر، والنهار لا تعرف قيمته إلا إذا جن الليل، وبالضد تتميز الأشياء، وإذا أردت أن تعرف مقدار النعمة، فانظر إلى ما يقابلها من سلب هذه النعمة.  ولعل من الأهمية بمكان، أن نتوقف مأجورين –بإذن الله-عند الآية الثامنة والخمسين من سورة الأعراف، قال تعالى «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ» [سورة الأعراف:58]، لنتفكر في كيفية تحول نعمة الله على الإنسان.  تشير الآية الكريمة إلى أن البلد الطيب يرزقه الله عز وجل الخيرات والبركات بإذن الله، وذلك لأن أهل هذا البلد مؤمنون بالله، ولذلك كان حقا على الله عز وجل أن يفتح عليهم البركات من السماء والأرض، فنجد أن النباتات التي كانت تخرج طيبة سليمة -بإذن الله -في وسط بيئي طيب ومناسب دون أن يتدخل الانسان كما قال تعالى "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ" ولكن عندما يتدخل الانسان ويفسد في الارض نجد ان نعمة الوسط الطيب تتحول فيه النباتات الطيبة إلى نباتات نكده، تخرج في وسط خبيث، وفي بلد خبيث، من صنع الإنسان، لذا جاءت بقية الآية  "والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا" ولم يقل  "بِإِذْنِ رَبِّهِ" كما في البلد الطيب لأن الفساد يتأتي من صنع الانسان.

الفتق العظيم.. وبداية الكون
الفتق العظيم.. وبداية الكون
أ.د. أحمد مليجي

مضت قرون والعلماء يبحثون عن بداية الكون، فظهرت مئات النظريات لتفسير نشأة الكون، وجميعها تعتمد على أحد النموذجين التاليين: النموذج الأول حول فكرة سرمدية الكون (الكون اللامحدود) أي ليس للكون بداية ولا نهاية، وامتدت حتى النصف الأول من القرن العشرين.

الكواكب في القرآن
الكواكب في القرآن
د./ أحمد محمد عبد البر

ومن عظيم بلاغة وإعجاز القرآن أنه وصف لنا توزيع الكواكب كزينة في السماء ككل، وليس داخل حدود المجموعة الشمسية فقط. أي أنه ما من موضع في هذا الكون بأسره إلا وبه كوكبا. ومع تقدم علم الفيزياء الفلكية وعلم فيزياء الكواكب، استطاع علماء الفلك اكتشاف كواكب بعيدة جدا عنا يستحيل رؤيتها لا بالعين المجردة ولا حتى بالتليسكوبات، تدور حول نجوم (شموس) أخرى. 

السقف المحفوظ
السقف المحفوظ
أ.د. عبدالله المصلح

السقف المحفوظ.

القمر يشع نور
القمر يشع نور
د./ أحمد محمد عبد البر

إن من نعم الله علينا أن وهب لنا هذا القمر البديع الذي ترتبط به مشاعرنا، ونستخدمه في غزلنا وأشعارنا، لأنه أساسي في حياتنا، حيث نحدد به أوقاتنا. قديما مع بدايات رصد السماء بالتليسكوبات، لاحظ الراصدون أن القمر مظلم، وأن الأهلة ما هي إلا انعكاس لضوء الشمس الساقط على سطحه.