جاء العلم ليدرك بعض الوجوه في منهيات التشريع الإسلامي الذي حفظ أتباعه قروناً قبل اكتشاف المجاهر وبنفس الترتيب: الميتة حيث تنمو البكتريا، ثم الدم حيث تنمو البكتريا أسرع خاصة مع كثرته، وأخيراً الخنزير حيث تجتمع في بدنه جملة بلايا لا يزيلها تطهير.
تشير الدراسات الحديثة أن مرحلة خلق أطوار الجنين تبدا من العلقة مرورا بالمضغة والعظام ، وتنتهى بكسوة العظام باللحم . وتبدأ من أول الأسبوع الثالث حتى نهاية الأسبوع السابع . وأهم ما يميزها هو التكاثر السريع للخلايا ، ووصف الله عز وجل هذا الأطوار بالتخليق وهو وصف علمى دقيق معبراً عن طبيعة العمليات الداخلية والمظهر الخارجى للجنين حيث ينتقل من مظهر غير متميز إلى مظهر إنسانى متميز فى الأسبوع السابع نتيجة لإنتشار الهيكل العظمى ثم بناء العضلات. ونظراً لأن العمليات التخليقية للجنين تتم بسرعة كبيرة ،
أوضح علم الأجنة الحديث أن عجب الذنب هو الشريط الأولي Primitive Streak حيث إن هذا الشريط الأولي هو الذي يتكون - إثر ظهوره - الجنين بكافة طبقاته وخاصة الجهاز العصبي، ثم يندثر هذا الشريط ولا يبقى منه إلا أثر فيما يسمى عظم العصعصي (عجب الذنب) وهكذا فإن تكون الشريط الأولي علامة هامة على بداية تمايز أنسجة الجنين وتكون الطبقات المختلفة ومنها الأعضاء، والواقع أن ما يعرف بمرحلة تكون الأعضاء Organogenesis لا تبدأ إلا بعد تكون الشريط الأولي والميزاب العصبي والكتل البدنية. وتستمر من بداية الأسبوع الرابع إلى نهاية الأسبوع الثامن، بحيث يكون الجنين في نهاية هذه الفترة قد استكمل وجود جميع الأجهزة الأساسية فيه، وتكونت أعضاؤه ولم يبق إلا التفصيلات الدقيقة والنمو.
إن التعوذ بالله من شر ما خلق أمر مهم فى عقيدة المسلم ، والفيروسات هى من شر ما خلق الله عز وجل ، وهذه السورة وسورة الناس هما المعوذتان اللتان كان يعوذ بهما النبى ﷺ الحسن والحسين. وعلى الناس أن يعرفوا أن من المخلوقات ما هو شر قد يرسله الله على من يشاء من عبادة لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ، وربما تكون لإفاقة الناس من غيهم وركونهم إلى الأسباب المادية وتركهم شرع ربهم كما هو الحال مع فيروس الإيدز والذى انتشر بين المثليين وبالجنس المحرم.
وإنما استعاذ من السقم المزمن الذى ينتهي بصاحبه إلى حالة يفر منها الحميم ويقل دونها المؤانس والمداوي مع ما يورث من الشين والنفور والخوف من المريض بها.
روي الإمام مسلم عن عبدالله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل. فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس وأمر بالمعروف ونهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامي فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار"
نجد تحقيق معنى قرار مكين للبويضات فى المبيضين طيلة حياة الأنثى من المرحلة الجنينية إلى مرحلة البلوغ حتى سن العجز ، وهذا الكلام العلمى الدقيق نزل على قلب الرسول منذ 1442 سنة ، ولم يتبين للعلماء إلا فى أواخر القرن العشرين مما يدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وأن القرآن الكريم كتاب علم ، وهداية الناس لرب العالمين.
جاء الكلام عن خلق آدم عليه السلام فى قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿12﴾ ثم جعله الله أى صيره نطفة فى قرار مكين وهذا للذرية ويدل على ذلك قوله تعالى ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ(20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (21) [المرسلات].