القرآن الكريم لا يعرض قضايا العقيدة في صورة جدلية لا يفهما الناس، بل يعرض هذه القضايا في مجال المؤثرات والموحيات الواقعية من خلال الأنفس و مشاهد الكون، التي يراها الإنسان، وقد نبه القرآن الكريم على هذه الطريقة الواقعية المشاهدة في الكون والأنفس في تثبيت قضايا العقيدة، قال تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }(فصلت:53). والمقصود في الآية السابقة: أن الله سبحانه يشهد بما جعل آياته المخلوقة دالة عليه فإن دلالتها إنما هي بخلقه وجعله ويشهد بآياته القولية الكلامية المطابقة لما شهدت به آياته الخلقية فتتطابق شهادة القول وشهادة الفعل ...".() وحينما ننظر في آياته تعالى في الأرض نجد أن الماء من أعظم نعم الله على الإنسان؛ فهو أساس نشأة الكائنات الحية، وهو من أعظم الدلائل على الإيمان به سبحانه كما قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}(الأنبياء:30).فالماء من أعظم الآيات والدلالات على موجده وخالقه ومسخره سبحانه وتعالى، وعلى استحقاقه وحده للعبادة. وقد وردت النصوص دالة على هذا الأصل الإيماني، منها: قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(البقرة: 21-22).فالكل يعلم أن منزل الماء من السماء –الذي هو أصل الحياة-واحد وهذا يستوجب على الخلق إفراده بالعبادة{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }. وقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }(فاطر:27-28). تلفت هاتان الآيتان في المجمل إلى تنوّع الجمادات والمظاهر المختلفة والجميلة للحياة في عالم النباتات والحيوانات والإنسان، وكيف جعل الله –سبحانه- من الماء العديم اللون الآلاف من الكائنات الملوّنة، وكيف خلق من عناصر معيّنة ومحدودة كائنات متنوّعة أحدها أجمل من الآخر. كما ترشدنا الآيتان إلى أن الإيمان والخشية تتولّد نتيجة سبر أغوار آيات الكون والأنفس، والتعرّف على حقيقة علم وقدرة الله وغاية الخلق، وأن من دلائل العظمة الإلهية هو تكوين كل هذه الكائنات المتعددة من ماء وتراب واحد ، وأن الدين لا يعارض الجمال ، وأن العلم ومعرفة أسرار الخلق هو مقدمة لينال الإنسان مقام الخشية الإلهية ، ويجب أن لا يكون مدعاة للتكبر والغرور .
لم يكن الماء سببا في حياة الإنسان فحسب بل استدل به في أكثر من موضع في كتاب الله على قضايا الإيمان وخصوصا قضية البعث، هذه القضية التي أنكرها قديما الدهريون، وحديثا الملاحدة وغيرهم من المتشككين، فجاء الماء واعظا ودليلا عمليا على إحياء الناس بعد موتهم كما كان سببا في إحياء الأرض بعد موتها، يقول- تعالى :" وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"( الحج : 5 ، 6). وقال تعالى:" وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً"(نوح: 18). وقال : "ما بين النفختين أربعون قال أربعون يوما قال أبيت . قال أربعون شهرا قال أبيت . قال أربعون سنة قال أبيت قال :ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة"() ويقول ابن القيّم :"جعل الله سبحانه إحياء الأرض بعد موتها نظير إحياء الأموات ، وإخراج النّبات منها نظير إخراجهم من القبور ، ودلّ بالنّظير على نظيره ، وجعل ذلك آية ودليلاً على خمسة مطالب : أحدها : وجود الصّانع ، وأنّه الحقّ المبين ، وذلك يستلزم إثبات صفات كماله وقدرته وإرادته وحياته وعلمه وحكمته ورحمته وأفعاله . الثّاني : أنّه يحيي الموتى . الثّالث : عموم قدرته على كلّ شيء . الرّابع : إتيان السّاعة وأنها لا ريب فيها . الخامس : أنّه يخرج الموتى من القبور كما أخرج النّبات من الأرض".() وهكذا نرى أن القرآن الكريم يذكر إحياء الموتى بعد ذكر إحيائه الأرض ليستدل من له قلب شهيد على الآجل بالعاجل وعلى الغيب بالشهادة ،وأن الذي يحيي النبات من الأرض الهامدة، قادر على أن يحيي الأجسام بعد أن تصير رميمًا، كما أن الاستدلال بإحياء الأرض بالماء على البعث فيه حكمة أخرى تتمثل بتقريب قضية البعث لذهن الإنسان، وكيفية حصوله.
دعا سيدنا نوح قومه إلى عبادة الله إلا أنهم لم يستمعوا له وصموا آذانهم, فغضب الله عليهم وأمسك عنهم المطر فأصاب الأرض القحط ، وأمر الله سيدنا نوح ببناء سفينة, وكان قومه يسخرون منه ويقولون أين الماء الذي تسير فيه سفينتك؟ وصبر سيدنا نوح حتى جاء أمر الله وأمره الله أن يحمل أهله ومن معه من المؤمنين ومن كلٍ زوجين اثنين. وما هي إلا فترة حتى أظلمت السماء وهبت الرياح ونزل مطر غزير وتفجرت العيون من الأرض وعم الماء كل مكان فحمل السفينة ، وهلك المعاندون الذين كفروا برسالة نوح ، قال تعالى:" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ "(هود : 40). وكان الماء -أيضا- منقذا لسيدنا موسى بأمر من الله, فعند ولادته وخوفا من قتل فرعون له وضعته أمه في اليم وألقته في الماء بأمر من ربها وكان الماء طريقه إلى فرعون وهناك اتخذه فرعون ولدا، حيث أوحى الله إلى أم موسى أن تلقي موسى في اليم نجاة من فرعون، قال تعالى:" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"(القصص:7). وأيضاً مرة أخرى وبأمر وبمعجزة من الله كان الماء منقذ سيدنا موسى عندما انفلق البحر ومر من عليه سيدنا موسى ومن معه، وعندما مر من عليه فرعون وجنوده انطبق عليهم الماء وابتلعهم البحر:" فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ"(الشعراء:60-64) وكان الماء -أيضاً -معجزة من الله لسيدنا موسى لبني إسرائيل بعد أن أنجاه الله ومن معه من فرعون وقومه وخرجوا من مصر, قال له بنو إسرائيل قد أجهدنا السير وأضر بنا العطش ونود أن ننزل على عين ماء نسقي أولادنا ودوابنا، فاتجه سيدنا موسى إلى ربه يسأله الماء، فأمره الله تعالى أن اضرب بعصاك الحجر الذي أمامك يتفجّر لك منه اثنتا عشرة عيناً، وضرب سيدنا موسى الحجر بعصاه فانفجرت عيون الماء وتسارع بنو إسرائيل على الماء يشربون:" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ"(الأعراف:158).
قال تعالى : فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ. (سورة سبأ 14) تفسير الطبرى : يقول تعالى ذكره: فلما أمضينا قضاءنا على سليمان بالموت فمات (مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ) يقول: لم يدل الجن على موت سليمان (إِلا دَابَّةُ الأرْضِ) وهي الأرضة وقعت في عصاه التي كان متكئًا عليها فأكلتها، فذلك قول الله عز وجل (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) وهذه الآية القرآنية تتضمن ذكر ما حدث لنبي الله سليمان بن داود عليهما السلام عند وفاته، وذلك أنه لما مات كان متكئا على عصاه، فبقي متكئا عليها مدة من الزمن كما هو؛ لأن أجساد الأنبياء لا تبلى، وكان الجن لا يعلمون أنه قد مات، حتى وقعت الأرضة في عصاه التي كان متكئا عليها وكان لذلك سبب وهو ما قد أشيع: أن الجن تعلم الغيب، وهو غير صحيح حيث أكد الله بطلان هذا بقصة موت النبي سليمان عليه السلام، وذلك أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان في حينه، لكنهم لم يعلموا بذلك إلا بسبب الأرضة التي أكلت عصاه، فكان هذا دليلا قاطعا على أن الجن لا يعلمون الغيب، وقد ذكر الله ذلك في آخر هذه الآية بقوله تعالى: ﴿فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين .
النص المعجز: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) سورة يس ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ (4) سورة الرعد المعانى اللغوية: جنات تعنى الشجر ، والزرع ما يزرع بين الأشجار. صنوان: فسائل النخل التى تخرج منها. أقوال المفسرين: ومن الآيات على كمال قدرته أن جعل (فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ) فيها أنواع الأشجار (مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ) فهذا حلو وهذا حامض ، وهذا مر، وكل هذا مع اختلاف ألوانه وطعومه يسقى بماء واحد.
وجد العلماء أن الخنفساء تنظر الى السماء ثم تلتقط صورة للنجوم و تقوم بتخزينها فى مخها الدقيق جدا و الذى يبلغ حجمه ربع حبة السمسم ، سبحان الله ، و عندما تسير تستخدم هذه الصورة المخزنة فى مخها للإسترشاد بها فى السير و هى تدفع كرة الروث أمامها فى خط مستقيم ، و هذه الكرة تحتوى على بيضها و الذى عندما يفقس يقوم الصغار بالتغذية على هذه الكرة.
تشير دراسة جديدة نشرت فى بى بى سي ايرث بقلم الصحفى العلمى اليكس رايلى فى 11 يوليو عام 2013 إلى أن النحل قد يختزن معلومات في الذاكرة طويلة الأمد أثناء النوم، بالطريقة نفسها التي تنتقل بها المعلومات لدى البشر إلى الذاكرة طويلة الأمد أثناء النوم العميق.
أن الثمرات فيها زوجين بعد طلوع أزهارها والتى تحمل بين ثنايها حبوب اللقاح والبويضات على نفس النبات (وكلاهما زوجين فى نفس الزهرة) ، أو نجد زهور تحمل حبوب اللقاح وأخرى تحمل البويضات على نفس النبات(وكلاهما زوجين فى نفس عود النبات) ، أو نجد حبوب اللقاح على طلع نبات والبويضات على شجرة أخرى من نفس النبات (وكلاهما زوجين من نفس النبات) وهذا لا يكون إلا فى مرحلة الإثمار. أما فى مرحلة الإنبات من الأرض ففيه زوجا واحدا لعدم ظهور الازهار والثمار فيه .
أثبت علماء الزراعة أن الأراضى تختلف باختلاف عناصرها فيها، فمنها الطيبة ومنها السبخة المالحة التى تحتوى على نسبة عالية من الأملاح كملح كلوريـد الصوديوم لا تنبت زرعا ولا كلأ. وتموت النباتات عند زراعتها فيها لأن كثرة الأملاح في الماء يعيق من اتمام عملية النمو ويؤثر علي البذور والأثمار، وتحتاج التربة المالحة الي كمية مياه كثيرة مما تؤدي الي اختناق النبات.