النص المعجز: قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) سورة لقمان ، وقال تعالى: ( وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) سورة: ق المعانى اللغوية: الزوج: كل ما كان له قرين من جنسه وله القدرة على التزاوج بآخر وله ذرية ، ويقال: للرجل زوج، وللمرأة زوج، وهو الفصيح ، وزوجة لغة رديئة ، قال تعالى (اسكن أنت وزوجك الجنة (35) البقرة. و(الزوجان): الاثنان. يقال: عنده زوجا حمام. وكريم ، أي : كثير النّــفع والخير ، وبهيج: أي يبهج من يراه . تفسير العلماء: قال بن كثير: (وأنبتت من كل زوج بهيج ) أي : أنزل الماء على الأرض فأنبت فيها نباتا مباركا فرتعت فيه الدواب المنبثة، وسكن إليه كل حيوان. وقال الإمام السعدى: { زَوْجٍ كَرِيمٍ } المنظر، نافع مبارك،. التوجيه العلمى: جاءت كلمة "زوج" ست مرات نكرة وغير مضافة منها فى أربع آيات تتكلم عن النبات كما فى قوله تعالى : (وَأَنبَتَتْ مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(5) [الحج] ، (كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(7) [الشعراء] ، (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(10) [لقمان] ، ( وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) [سورة: ق] . ومنها مرتين فى قوله تعالى: (وَإِنْ أَرَدْتّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مّكَانَ زَوْجٍ ...(20) [النساء]. وبينت الآيات أن النبات وهو فى مرحلة النشأة والنمو زوج ، بينما فى الثمار (زوجين) قال تعالى: (وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ(3) الرعد . وجاءت آيتان (زوج كريم) وآيتان (زوج بهيج) ولمعرفة الحكمة لابد من النظر إلى سياق الآية ولاحقها. ورد فى سورة لقمان العديد من الحكم التى وصى بها لقمان الحكيم إبنه : (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ (12) والحكمة هي الخير الكثير (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا (269) البقرة. واحتوت سورة الشعراء أفضل نفع للناس بإرسال الرسل لكى يرشدوهم إلى توحيد الله وينذروهم العذاب ويرغبوهم فى الجنة ، فكان المناسب لهذا الخير والنفع الكثير الزوج الكريم من النبات الذى ينتفع بكثرته وخيره الحيوان والطير والإنسان. بينما فى سورة الحج: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ناسب بين الهمود الذى لا بهجة فيه، لكنها عندما تنبت تسر الناظرين ببهجتها. وفي سورة ق (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) ، (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) ، وكل هذا السياق السابق للآية واللاحق لها يدخل البهجة على النفوس فناسب هنا أن يكون النبات بهيج . فالسماء مزينة بالنجوم والكواكب ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا (12) فصلت، (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ(6) الصافات ، فناسب أن تكون الأرض مزينة أيضا بالنبات على اختلاف ألوانه وأشكاله وطعومه ليدخل البهجة على النفوس وهذا فضل كبير من الله لعباده إذا نظروا للسماء أو للأرض المنبتة سروا وابتهجوا. وإذا نظرنا إلى سياق الآية من سورة النساء نجد أيضا تحقق المعنيين فيها حيث لا يتم استبدال زوج مكان زوج إلا إذا كانت الزوج نفعها وخيرها قليل ، وإذا كانت لا تسر نظر زوجها ولا تدخل البهجة عليه. وجه الإعجاز: أن النبات فى حالة النشأة والنمو قبل الإزهار يكون زوجا فردا من نوعه ، وليست له القدرة على الإثمار ، لأن الأزهار هي التى تكون أعضاء التذكير والتأنيث فيها مكتملة النضج ومنها تأتى الثمار. وقبل البلوغ لأفراد البشر يقال: (شاب وفتاة) وبعد الزواج (زوجين) . وهذا التدقيق والتفصيل وروعة البيان لا يكون إلا وحيا من العليم الخبير ويدل على صدق الرسول ، وأن القرآن الكريم فيه اشارات علمية دقيقة.
آية معجزة فى عالم النبات قال الله تعالى "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (الرعد /3) . بالتدبر و التفكر فى الآية السابقة ، نجد العوامل الرئيسية اللازمة لإنبات النبات و إنتاج الثمار ، حيث أن الأرض هي البيئة الصالحة للزراعة ومد الجذور النباتية، وتثبيت النبات، والحصول على المعادن والأملاح وبعض المخصبات الأرضية ، والأنهار من مصادر المياه العذبة الرئيسية في عمليات الزراعة ومن دون الماء فلا إنبات، ولا نمو ولا حياة للنبات ، كما أثبت علماء النبات وجود علاقة وطيدة بين الليل والنهار والثمرات النباتية المتعددة الأجناس والأنواع والأصناف وأزواجها، فكل الثمار النباتية آتية من نتائج عملية التلقيح بين حبوب اللقاح المذكرة والبويضات المؤنثة للنبات. كما أن الليل والنهار (يغشي الليل النهار) مهم للنبات وإنتاج الثمار، ففي النهار يقوم النبات بعملية البناء الضوئي وبها يستطيع النبات تحويل الطاقة الضوئية الآتية من الشمس أثناء النهار إلى طاقة كيميائية مخزنة في مخازن الطاقة في النبات ، وفي البناء الضوئي يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون الموجود فى الجو على هيئة ذرات كربون في المواد الغذائية النباتية مثل السكريات والدهون ، كما يقوم النبات بشطر الماء إلى أكسجين يصعد في البيئة الخارجية في الجو حيث يتنفسه الإنسان و الكائنات الحية و هو مصدر الحياة على الأرض ، وهيدروجين يرتبط بذرات الكربون و هذا ما يسمى بتفاعلات الضوء في البناء الضوئي ، يلي ذلك تفاعلات الظلام فى الليل وتكون المحصلة النهائية لتفاعلات الضوء وتفاعلات الظلام تكوين المواد الغذائية مثل المواد الكربوهيدراتية ، المواد البروتينية و الزيوت و باقى المركبات النباتية . لقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن تتابع الليل والنهار بصورة تدريجية مهم في انسياب عمليات البناء الضوئي حيث قال الله تعالى: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) (الرعد/3) وقال تعالى: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً) (الأعراف/54) أي يغطى النهار بالليل فيذهب ضوؤه . كما أن تتابع اختلاف الليل عن النهار إضاءة وإظلاما وطولا وقصرا، وشدة يؤدي إلى تكوين هرمون الإزهار (Flowering hormone) وهذا الهرمون مهم في إحداث عمليات الإزهار في النباتات الزهرية. حيث هناك نباتات الليل الطويل وهي نباتات تحتاج إلى فترة إظلام مستمرة لا تنقطع ولا تقل عن عدد معين من الساعات. فمن أخبر محمدا - صلى الله عليه و سلم- بكل تلك العلوم التى لم يكتشفها العلماء إلا حديثا ، وهذا ابلغ رد على الملحدين ، و تختتم الآية الكريمة بقوله تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (الرعد /3) . فيجب علينا التدبر و التفكر فى آيات القرآن الكريم ، و ما بها من إشارات علمية معجزة تزيد إيماننا إيمانا ، و تدعو غير المسلمين الى الإيمان بالخالق عز و جل .
قال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ [سورة الملك {19}] ، فى هذه الآية الكريمة إشارة الى الطير صافات و يقبضن إن هاتين العمليتين يتحكم فيهما جناحى الطائر، و تظهر الطير فى السماء إما صافات أى لا ترفرف بجناحيها أو يقبضن أى ترفرف بجناحيها ، فما هو جناح الطائر ؟ يظهر الجناح وكأنه جزء ملاصق لجسم الطائر ولا يبدو انفصاله بالرغم من أنه جزء ذا أهمية بالغة في الارتفاع والارتقاء إلى أعلى وهو ما يسمى بعملية الطيران أو التحليق في جو السماء "تشكل العظام الإطار العام، وتقع على الجانب الأمامي من الجناح، يمتد الغشاء الجناحي من الذراع الأمامي إلى الذراع الخلفي وبهذه الطريقة لا يمكن للجناح أن ينفرد بالكامل، يتصل ريش القوادم بالرياشات الكبار باليد بينما تتصل ريش الخافية إحدى الريشات الصغار التي تختفي إذا ضم الطائر جناحه بالذراع، وهناك الجناح الزائف في الطيور، ويوجد في إبهام الطيور من أربع ريشات صلبة يمكنها التباعد فيما بينها وتستخدم في التحكم وضبط الحافة الأمامية للجناح ’ وللأجنحة أنواع ونماذج ومنها طويلة للغاية وضيقة مثل طائرالقطرس alfatrass والفرقاط frigate حيث يمكنها التحليق بها في كل ناحية، وهناك أجنحة أعرض وأقصر عن السابقة مثل النسور، الكندور مثل السنونو swallow الصقور falcon ومعظم الطيور الصغيرة والمتوسطة الحجم تنطلق بسرعة كبيرة بفضل هذه الأجنحة ، و من الأجنحة ما هى كبيرة مقوسة إلى حد كبير ومن أمثلتها، البلشون، ومالك الحزين heren وهذه تخفق بأجنحتها ببطء، و هناك أجنحة قصيرة وعريضة ومشدقة الطرف مرنة يمكنها الاستدارة في مختلف الزوايا دون الانحراف الكامل للجناح ، وللجناح رياش خاصة به غير التي في سائر جسده، فكل ريشة من رياشه لها اسم خاص بها، (وليس جناح إلا وفيه عشرون ريشة فأربع قوادم وأربع مناكب وأربع أباهر وأربع كُلَى، وأربع خَوَافٍ) ، وقد يختلف شكل الجناح للطيور التي تسبح في الماء عن جناح الطيور التي تحلق فوق اليابسة، وفي الفضاء، وأما عن وصف الجناح حال القبض والبسط وهل يستخدم الطائر جناحه حين يرتفع أو يهبط أم يستخدم تيارات الهواء؟ هذا الموضوع يمثل الآن نقطة بحث كبيرة بين العلماء (فالقطرس مثلًا ومعظم الطيور التي تحلق فوق المحيطات تنزلق بزوايا مثيرة وتحافظ على ارتفاعها الشاهق في الجو بمساعدة تيارات الهواء التصاعدية اللانهائية فوق أمواج المحيط وتستفيد الطيور كالنسور والكندور Gondor وسائر الطيور التي تحلق فوق اليابسة من التيارات الهوائية الساخنة التي ترتفع بلطف فوق الأرض، ولسبب غير مفهوم، فإن عرض الجناح وطريقة ترتيب ريش القوادم تساعد هذه الطيور على التحليق على ارتفاعات عالية فوق اليابسة ويبلغ عدد ريش القوادم في الأجنحة من معظم الطيور لحوالي عشر ريشات) . فهذه الأجنحة هي ذراع القوة والمقاومة والتي يستطيع الطائر بهما أن يحلق في أجواء الفضاء وأن يشق عباب السماء، نعم فهي ذراع القوة التي تدفع إلى أعلى وهي تقاوم التيارات الهوائية، ولكن من الذي زود الطائر الصغير بهذه الأجنحة القومية التي يقاوم بها سرعة الرياح التي تحرك كتل السحاب القوية فتجعلها كالريشة المعلقة في الهواء نعم أنه الله عز وجل وراء هذا الخلق الذي أحسن كل شيء خلقه ، الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى .
النص المعجز: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ(7) سورة الذاريات المعانى اللغوية: السماء هي وصف لما نراه فوق الأرض، وهي السماء الدنيا بما تحتويه من مجرات ونجوم وكواكب وسدم وغبار ذرى. وحبك الشيء هو شده واحكامه وإتقانه، وإذا نسج الثوب قيل ما أحسن ما حبكه، الحبك من الشعر الجعد الخشن المتموج. أقوال المفسرين: روى الإمام الطبرى بسنده عن الربيع بن أنس ، والحسن البصرى ، وعطاء ابن السائب وعكرمة ، وسعيد بن جبير وابن عباس قوله (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) قال: ذات الخَلْق والاستواء الحسن، وذات الزينة. والمتقنة البنيان. والمحبوكة بالنجوم. وحبكها مثل حبك الرمل ، وحبك الماء إذا ضربته الريح, فنسجته طرائق. وقال ابن زيد, حُبِكَتْ أى شُدَّت. وقرأ قول الله تبارك وتعالى (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) سورة النبأ التوجيه العلمى: ذكرت كلمة (سماء) فى القرآن الكريم منفردة ، وهى تشير إلى السماء الدنيا التى زينها الله تعالى بالنجوم والكواكب (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ(6) سورة الصافات، والتى يدور حولها حديث العلماء ، وتقدير عمرها بمقدار 13,8 مليار سنة . وجاءت (سماء) بصيغة الجمع (سماوات) ويقصد بها مجموع الكون الذى يشمل السموات الست (التي لم يصل لها العلم إلى وقتنا الحاضر) والسماء الدنيا. والسماء هي وصف لما نراه فوق الأرض، ويسميها العلماء بالكون بما يحويه من مجرات ونجوم وكواكب ومادة مظلمة تنتشر في جميع أنحائها. وباستخدام المسبار “هابل”، تبين ان بعض المجرات تتجمع في ما يشبه العقد أو Clusters . وفي عام 2005، قام العلماء من معهد ماكسبلانك للفيزياء الكونية بإجراء محاكاة على الحاسبات العملاقة اسموها بـ “محاكاة الالفية” لكشف نمط تكوين السماء وذلك بتغذيته بمواقع المجرات المرصودة، وقد توصلت المحاكاة التي استغرقت شهراً كاملاً متواصلاً شكل نسيجى محكم النسج من تجمعات المجرات وما بها من نجوم. وبين العلماء أن الفضاء الخارجيّ المظلم يتكون من الغازات بنسبة 99% تقريباً ، ويُشكل الهيدروجين 75% من هذه الغازات، والباقي من الهيليوم، وتتمثل الغازات في الفضاء بشكلين رئيسيين السُدُم: تُعرَف بأنّها غيوم باردة تتكون من جزيئات أو ذرات الهيدروجين المتعادلة، وتُمثل مكان ولادة النجوم؛ وكما يوجد الهيدروجين المؤيَّن: الذى يتواجد بالقرب من النجوم الوليدة أو حديثة التكوين، كما أنّه عند ارتباط الإلكترونات بالذرات المؤينة للهيدروجين تُعطي ضوءاً مرئياً أحمر اللون؛ وهو الضوء الذي يُمكن رُؤيته مُنبعثاً من السُدُم الانبعاثية. كما يوجد إشعاعات كونية راديوية وكهرومغناطيسية ونيوترونات ناتجة من التفاعلات النووية في النجوم خلّفها الفتق والرتق لقوله تعالى فى سورة الأنبياء: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ، وهى التى قام العلماء بحساب عمر الكون منها. كما يوجد غبار الفضاء وهو يتكون من مجموعة من العناصر المختلفة مثل: الأكسجين، والكربون، والحديد، والسيليكون، والألمنيوم، وتنتشر هذه العناصر في الفضاء عند موت النجوم بانفجارها ، ويُذكر أنّ ذرات هذه العناصر تتجمّع وتتكتّل مع مرور الوقت لتُكوّن عباءات جليدية، وأول أوكسيد الكربون، والأمونيا. ويُشكل الغبار ما نسبته 1% من كتلة الفضاء فقط إلّا أنّه يمتلك دوراً كبيراً في تكوين وتشكيل الكون؛ فيكون سطح ذرات الغبار مُحفّزاً للتفاعلات الكيميائية، كما يمتصّ الأشعة فوق البنفسجية والمرئية، ويُشع حرارياً فوتونات تظهر في الإشعاع تحت الأحمر، وفي الظروف الباردة المُناسبة تتجمع ذرات الغبار مكونةً غيوماً كبيرةً كثيفةً تنتهي بتكوين كواكب أو نجوم جديدة. أوجه الإعجاز العلمى: تبين أن كلمة حبك تأتى مطابقة لما وصفه أهل اللغة والتفسير ، ولِمَا شاهده العلماء وسجلته التلسكوبات الحديثة من وجود السُدُم والغبار الذرى وتموضع المجرات والنجوم والكواكب كمصابيح الزينة على هيئة تجمعات متموجة متقنة ومحكمة النسج محبوكة بشدة مزينة بالمجرات والنجوم والكواكب. ولقد ذكر فى القرآن الكريم هذا الوصف للسماء منذ 1443 سنة وتوصل اليه العلماء في عام 2005، وهذا يدل على أن القرآن الكريم هو وحى من الله عز وجل أنزله على قلب نبيه محمد ﷺ (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) سورة النجم
النص المعجز: قال تعالى: { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون} [سورة غافر: 5]. كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” يوم الإثنين 11 يوليو 2022م الستار عن أعمق صورة للكون، تم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء بما يسمح لها بالرؤية من خلال الغبار والغاز. ولقد تمكنت عدسات التلسكوب الفضائي جيمس ويب والذي يدور حول الشمس على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض من التقاط صورة واضحة لعنقود يتكون من ملايين المجرات والنجوم والتي تشكلت بعد الإنفجار العظيم (الفتق العظيم) قبل 13 مليار سنة. ولقد أشار العلماء إلى أن حجم كوكبنا الأرضي أمام حجم الكون كله وما يحتويه من آلاف المليارت من المجرّات هو كمثل حجم حبّة رمل في وسط كل رمال الصحاري. وعلى سبيل المثال فتبدو الشمس كنجم لامع صغير ولكنه يفوق حجم الأرض بأكثر من مليون وثلاثة مائة الف مرة، ويعتبر نجم يو واي سكوتي (UY Scuti ) وهو واحد من أكبر النجوم ومتواجد في مجرة درب التبانة في كوكبة الترس. حيث يبلغ قطره 2.4 مليار كيلومتر؛ وهو مايعادل 5 مليار ضعف الشمس. والأمر أعظم من هذا التمثيل التقريبي، ولا يتصور أحد أن يدرك عظمة الله سبحانه وتعالى أبدا. لذا قال رسُولُ ﷺ: «ما السّمواتُ السّبعُ في جنب الكُرسيّ إلا كحلقةٍ في أرضٍ فلاةٍ وفضلُ العرش على الكُرسيّ كفضل الفلاة على الحلقة» – رواه ابن حبان -. أرضٍ فلاةٍ اي صحراء مترامية الاطراف.
النص المعجز: قال تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} [سورة النازعات].لقد خلق الله عز وجل الجبال مُتْعَة للإنسان والأنعام، والأنعام جَمْع نَعَم وَهِيَ الْإِبِل وَالْبَقَر وَالْغَنَم. وإذا تأملنا هذه الآية العظيمة.. وسأل سائل لماذا لم يقل المولى عز وجل: زينة لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ؟ أجيب بحول الله وقوته فأقول: إن القرآن الكريم ملئ بالتعبيرات الدقيقة، فنجد أن دقة التعبير في القرآن تجعل كلمة "متاع" توضع في المكان المناسب لتعبر عن فائدة الجبال لكل من الانسان والأنعام من متاع استقرار الألواح التكتونية مما يحقق الاستقرار النفسي للإنسان والأنعام. ولو أن الله سبحانه وتعالى استخدم كلمة "زينة"، لما تنبه لذلك معظم الناس، ولقد استخدم المولى عز وجل كلمة "متاع" في الآية القرآنية السابقة ولم يستخدم كلمة "زينة"، وذلك لأن لفظ المتاع أعم وأكثر منفعة من الزينة، فلا يمكن الاستغناء عن المتاع لأنه من الضروريات، بينما تعتبر الزينة من الكماليات. ويعتبر المتاع أكثر منفعة من الزينة، فالمتاع لا يمكن الاستغناء عنه مطلقا، وهو يشمل الجانب المادي والجانب المعنوي للإنسان والأنعام على السواء، ولذا كان السبق لكتاب الله منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان بإقرار حقيقة أهمية الجبال من أجل متاع الإنسان والأنعام على السواء. الحقيقة أن الكلمات وحتى الأرقام تعجز عن وصف سعة الكون وما يختزنه من خلق عظيم ومدهش .. وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق
النص المعجز: قال تعالى: ﴿وأنزلنا من السماء ماءً بقدر فأسكناه في الأرض وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ [سورة المؤمنون:18].
كان العلماء يظنون حتى نهاية القرن التاسع عشر بأن هذا الكون ثابت الحركة ولا يتغيَّر، وسيستمر هذا إلى مالا نهاية على ما هو عليه. وتوسع الكون هو الاسم الذي يطلق على سرعة تباعد المجرات عن بعضها البعض وعن مجرة درب التبانة، ولقد أكتشفت هذه الظاهرة عام 1998م.
تخبر الآية (92) من سورة يونس بأن فرعون مات غريقا، ولقد نجاه الله ببدنه ليكون لمن خلفه آية. ولقد أثبتت التحاليل الجيوكيميائية والطبية بفرنسا بأن فرعون المحنط والموجود في متاحف القاهرة توجد في أنفه حبيبات رملية من رمال البحر الإحمر وبقايا ملح عالقة بجثمانه، كما بينت أشعة إكس أن عظام الفرعون المكسورة بدون تمذق للجلد، حيث أنكسرت عظامه بسبب ضغط مياة البحر الأحمر.