قال تعالى: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ [النمل: 16].
عندما نتدبر الآية الكريمة : ﴿ أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [ النحل: 79] ، و الآية الكريمة قال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ [سورة الملك {19}]
عندما نتدبر الآية الكريمة فى قوله تعالى : ﴿ أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [ النحل: 79] ،
النص المعجز: قال تعالى: ﴿ (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا﴾ [سورة الأعراف:58].
قال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ [سورة الملك {19}] ، فى هذه الآية الكريمة إشارة الى الطير صافات و يقبضن إن هاتين العمليتين يتحكم فيهما جناحى الطائر من خلال الريش ، و تظهر الطير فى السماء إما صافات أى لا ترفرف بجناحيها أو يقبضن أى ترفرف بجناحيها . تنفرد الطيور عن كافة أفراد المملكة الحيوانية بوجود عنصر الريش، وذلك أن الريش من أهم سمات الطيور بصفة عامة ومن أبرز خصائص الشكل بالنسة لكل أنواع الطيور، وإن الريش له فوائد عديدة من أبرزها دوره الفعال والمهم في عملية الطيران والذي لولاه ما استطاع الطائر أن يطير، فإذا كان للجناح دورًا في الطيران أو للذيل في عظمهما وحدهما لا تكفي لإحداث عملية الطيران فلولا نمو الرياش الطائرة لم يكن لأي عضو من هذه الأعضاء أي فائدة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين مر بتبوك « يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا ». رواه مسلم في صحيحه رقم الحديث(6086 ) باب معجزات النبي الجزء 15 الصفحة 184.تقع مدينة تبوك تحديداً على بعد سبع مئة كيلومتر شمال المدينة المنورة شمال غرب المملكة العربية السعودية ومحاذية لبلاد الشام من الشمال ولها ساحل على البحر الأحمر. ويشير الحديث الشريف أن منطقة تبوك كانت صحراوية تشكوا من قلة المياه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بسبب التغيرات المناخية التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي تأثرت بها المنطقة فزادت فيها نسبة هطول الامطار وبلغت مساحة الرقعة المزروعة المستثمرة أكثر من 300 ألف هكتار. وتنوعت فيها المحاصيل الزراعية لوفرة المياه الموجودة بها، وتميزها بتربة خصبة ذات سمك كبير من صخور الصلصال والطفلة والتي تتبادل مع الطبقات الرملية عالية المسامية والنفاذية. ولقد تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبحت مدينة تبوك من أفضل الأماكن الزراعية عالميا لخصوبة تربتها ووفرة محاصيلها الزراعية وتنوعها، كما أنها تصدر أكثر من 19 مليون زهرة سنويا ولذلك سميت (تبوك الورد).
النص المعجز: قال تعالى : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) [سورة النمل:61] وقال تعالى : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً) [ سورة غافر: 64].يبرز الله سبحانه تعالى في هاتينِ الآيتينِ السابقتين طرفا من الآلاء والنعم التي قد أرفدها علينا ونعمنا بها، ومن بينها نعمة الجاذبية الأرضية، التي من شأنها أن تقر الأشياء على الأرض، فمقدار جاذبيه الارض الذي يمسك بكل من غلافها المائي والغازي وبالاحياء علي سطحها. كما إن إنعدامَ الوزنِ حالةٌ لا تُطَاقُ على الأرض التي تدورُ حول نفسها وحول الشمس وهي مستقرّةٌ، ولذا جَعَلَ الله عز وجل الأشياءَ تستقرُّ عليها، وتنجذبُ إليها، لكي تستمر الحياة عليها. ويرجع اكتشاف قانون التجاذب الكوني أو مايعرف بقانون الجاذبية إلى عالم الفيزياء الإنجليزي إسحاق نيوتن، عام 1687م، والذي ينص على أنه "توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون، تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيًا مع مربع المسافة بين مركزيهما" أي أن جميع الأجسام والأجرام في هذا الكون تجذب بعضها البعض، بقوة يتوقف مقدارها على كمية الكتلتين المتجاذبتين، وعلى بعد المسافة بينهما وتزداد القوة ، أي تتناسب طرديا مع مقدار حاصل ضرب الكتلتين، وتتناسب عكسيا مع مربع المسافة بينهما. والكائنات كلها تتجاذب وإن لم نر نحن القوة الرابطة بين المتجاذبين، إلا أننا تعرفنا عليها من نتيجة أثر الجسم الكبير في الصغير، فالشمس تجذب منظومتها كلها، والأرض كذلك تجذب كل من عليها بما في ذلك القمر، والغلاف الجوي خاضع لقانون الجاذبية ولولا الجاذبية لفرّ ولتلاشت الأحياء. فقانون الجاذبية يشمل الكون بأسره، ويعمل بخفاء ولطف لتعود منافعه على الخلائق كلها، فسبحان الذي بحكمته رتب قوانين الحياة على هذا النسق، ويسرها كلها للإنسان وسجلها آيات معجزة في قرآنه ببيان واضح قبل أن يكتشفها العلماء، ليظل الإنسان شاكرا ومعترفا بفضل ذي الجلال والكرام.
النص المعجز: قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) سورة لقمان ، وقال تعالى: ( وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) سورة: ق المعانى اللغوية: الزوج: كل ما كان له قرين من جنسه وله القدرة على التزاوج بآخر وله ذرية ، ويقال: للرجل زوج، وللمرأة زوج، وهو الفصيح ، وزوجة لغة رديئة ، قال تعالى (اسكن أنت وزوجك الجنة (35) البقرة. و(الزوجان): الاثنان. يقال: عنده زوجا حمام. وكريم ، أي : كثير النّــفع والخير ، وبهيج: أي يبهج من يراه . تفسير العلماء: قال بن كثير: (وأنبتت من كل زوج بهيج ) أي : أنزل الماء على الأرض فأنبت فيها نباتا مباركا فرتعت فيه الدواب المنبثة، وسكن إليه كل حيوان. وقال الإمام السعدى: { زَوْجٍ كَرِيمٍ } المنظر، نافع مبارك،.
إن عالم الطير من العوالم التي اهتم بها القرآن الكريم ولقد تركز الحديث عن الطير في محاور محددة ولكنها ذات أهمية بالغة لأنها احتوت على العقيدة التي هي أساس الدين الإسلامي من خلال عقيدة إحياء الموتى أو قضية البعث بعد الموت. إن قضية إحياء الأجساد بعد أن تتحلل وتصير ترابًا قضية ثار حولها الجدل والنقاش عند العرب بسبب عدم تصورهم الكامل عن هذا الحدث الجليل، و لذا تحدث عنه القرآن الكريم، بأن ذلك هو النبأ العظيم قال تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) .سورة النبأ ، فذكر القرآن الكريم أن ذلك الأمر وهو البعث بعد الموت والإحياء والتركيب لهذه الأجساد بعينها أمر عظيم جدًا، كما ذكر القرآن هذه القضية مع أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما طلب من الله تعالى كيفية إحياء الموتى بذبح الطير. إبراهيم عليه السلام كان يؤمن بأن الله تعالى قادر على إحياء الموتى ولكنه يريد أن يطمئن قلبه إلى كيفية إحياء الموتى فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة من الطير فامتثل إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [سورة البقرة:260]
ورد فعل "الخسف" فى عدة مواضع بالسور القرآنية، كأحد أنواع الاهلاك والتغييب الكامل للانسان أو البنيان فى عمق الأرض، ومنها قول الله تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) (القصص: 81)، حيث وقع الخسف على قارون وكذلك داره عقوبة له، والمعنى المقصود هنا بالخسف، أى غار واختفى هو وداره فى داخل الأرض. ان ظاهرة حدوث خسف فى الأرض أصبحت من الظواهر المرئية والمشاهدة فى العصر الحديث، وهى وان كانت تتم بقدرة الله سبحانه وتعالى، ولكن الله جعل لمكانها وزمن حدوثها أسبابا محددة، حيث يوجد بصفة عامة سببان رئيسان لحدوث هذه الظاهرة 1- فى حالة انهيار سقف أحد الكهوف أو التجاويف تحت الأرضية. 2- عندما يقوم الماء بعملية اذابة للصخور (كالحجر الجيرى مثلا) تحت التربة فيحدث انهيار أرضى وتغييب وخسف للأرض. ويتراوح الخسف الأرضى من 1 الى 600 مترا قطرا وعمقا أيضا، وقد يحدث بشكل تدريجى أو مفاجئ، ويتواجد فى كل أنحاء العالم. وهذا الخسف الأرضى يكون له أضرار تتراوح مابين البسيطة اذا كان صغير المساحة والعمق، الى الأضرار المتوسطة والكبيرة اذا كان متسع المساحة كثير العمق، لدرجة أنه يؤدى الى تدمير جزئى للطرق، أو تغييب للمبانى جزئيا أو كليا. مما سبق يتضح أن مساحات الأرض الذى يمكن أن يحدث بها خسف، تتراوح من القليلة جدا الى الشاسعة المساحة، وينطبق ذلك أيضا على العمق والتغييب فى الأرض، بحيث يصدق الوصف القرآنى على ما حدث من خسف لقارون وداره، حيث أن عقاب المولى سبحانه وتعالى قد نزل بالمساحة التى يشغلها دار قارون فقط دون المساحات الأخرى من حوله، وذلك عدلا وعقابا له وعظة لكل من رأى ذلك من قومه.
النص المعجز: قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) سورة لقمان ، وقال تعالى: ( وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) سورة: ق المعانى اللغوية: الزوج: كل ما كان له قرين من جنسه وله القدرة على التزاوج بآخر وله ذرية ، ويقال: للرجل زوج، وللمرأة زوج، وهو الفصيح ، وزوجة لغة رديئة ، قال تعالى (اسكن أنت وزوجك الجنة (35) البقرة. و(الزوجان): الاثنان. يقال: عنده زوجا حمام. وكريم ، أي : كثير النّــفع والخير ، وبهيج: أي يبهج من يراه . تفسير العلماء: قال بن كثير: (وأنبتت من كل زوج بهيج ) أي : أنزل الماء على الأرض فأنبت فيها نباتا مباركا فرتعت فيه الدواب المنبثة، وسكن إليه كل حيوان. وقال الإمام السعدى: { زَوْجٍ كَرِيمٍ } المنظر، نافع مبارك،. التوجيه العلمى: جاءت كلمة "زوج" ست مرات نكرة وغير مضافة منها فى أربع آيات تتكلم عن النبات كما فى قوله تعالى : (وَأَنبَتَتْ مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(5) [الحج] ، (كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(7) [الشعراء] ، (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(10) [لقمان] ، ( وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) [سورة: ق] . ومنها مرتين فى قوله تعالى: (وَإِنْ أَرَدْتّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مّكَانَ زَوْجٍ ...(20) [النساء]. وبينت الآيات أن النبات وهو فى مرحلة النشأة والنمو زوج ، بينما فى الثمار (زوجين) قال تعالى: (وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ(3) الرعد . وجاءت آيتان (زوج كريم) وآيتان (زوج بهيج) ولمعرفة الحكمة لابد من النظر إلى سياق الآية ولاحقها. ورد فى سورة لقمان العديد من الحكم التى وصى بها لقمان الحكيم إبنه : (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ (12) والحكمة هي الخير الكثير (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا (269) البقرة. واحتوت سورة الشعراء أفضل نفع للناس بإرسال الرسل لكى يرشدوهم إلى توحيد الله وينذروهم العذاب ويرغبوهم فى الجنة ، فكان المناسب لهذا الخير والنفع الكثير الزوج الكريم من النبات الذى ينتفع بكثرته وخيره الحيوان والطير والإنسان. بينما فى سورة الحج: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ناسب بين الهمود الذى لا بهجة فيه، لكنها عندما تنبت تسر الناظرين ببهجتها. وفي سورة ق (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) ، (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) ، وكل هذا السياق السابق للآية واللاحق لها يدخل البهجة على النفوس فناسب هنا أن يكون النبات بهيج . فالسماء مزينة بالنجوم والكواكب ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا (12) فصلت، (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ(6) الصافات ، فناسب أن تكون الأرض مزينة أيضا بالنبات على اختلاف ألوانه وأشكاله وطعومه ليدخل البهجة على النفوس وهذا فضل كبير من الله لعباده إذا نظروا للسماء أو للأرض المنبتة سروا وابتهجوا. وإذا نظرنا إلى سياق الآية من سورة النساء نجد أيضا تحقق المعنيين فيها حيث لا يتم استبدال زوج مكان زوج إلا إذا كانت الزوج نفعها وخيرها قليل ، وإذا كانت لا تسر نظر زوجها ولا تدخل البهجة عليه. وجه الإعجاز: أن النبات فى حالة النشأة والنمو قبل الإزهار يكون زوجا فردا من نوعه ، وليست له القدرة على الإثمار ، لأن الأزهار هي التى تكون أعضاء التذكير والتأنيث فيها مكتملة النضج ومنها تأتى الثمار. وقبل البلوغ لأفراد البشر يقال: (شاب وفتاة) وبعد الزواج (زوجين) . وهذا التدقيق والتفصيل وروعة البيان لا يكون إلا وحيا من العليم الخبير ويدل على صدق الرسول ، وأن القرآن الكريم فيه اشارات علمية دقيقة.